الدكتور اوس نزار درويش
في البداية اترحم على كل شهداء أهالي الساحل السوري من الطائفة العلوية الكريمة الذين قتلوا في المجازر الجماعية ومازالوا يقتلون حتى الآن ولكن بشكل بعيد عن الإعلام وقد فاق العدد عشرات الآلاف بين قتيل ومفقود والذين لم يقتلوا يعيشوا حاليا ابشع الظروف من الخوف والاهانات والجوع.
طبعا هذا عدا عن حالات الخطف الكبيرة للبنات من الطائفة العلوية الكريمة وبشكل كبير جدا.
وهنا نسال انفسنا لماذا كل هذا الغل والحقد والتلذذ في القتل من قبل جماعة الجولاني ضد الطائفة العلوية الكريمة وهم مكون أساسي من مكونات الشعب السوري وثاني أكبر طائفة في سوريا البعض يجيب بسبب ارتباط الطائفة بالنظام السابق وأنهم فلول نظام ولكن بالتأكيد هذا كلام فارغ فالنظام السابق كان فيه من كل الطوائف ولم يكن نظاما علويا وكبار قادة النظام كانوا من الطائفة السنية كرئيس الوزراء ووزير الدفاع وكبار قادة الجيش ورئيس مكتب الأمن الوطني ورئيس المخابرات العامة وأكثر من تسعين بالمئة من الوزراء وأعضاء القيادة المركزية للحزب الحاكم هم سنة بل إن اقتصاد البلد وكبار رجال الأعمال في سوريا من الطائفة السنية فالطائفة العلوية طائفة فقيرة جدا كما أن النظام وأنصاره من الصف الاول والثاني والثالث والرابع أصبحوا خارج سوريا اي أن هذا السبب غير صحيح .
ad
في الواقع أحد أهم أسباب المجازر التي حدثت للعلويين هي عقيدة جماعة الجولاني السلفية الوهابية والموروث الديني الذي تربوا عليه والذي جاء من كتب ابن تيمية بالدرجة الأولى فمن المعلوم أن ابن تيمية هو المرجعية الأولى للحركات السلفية الجهادية وابن تيمية يقول إن الطائفة العلوية من أكفر الطوائف على الاطلاق وقتالهم افضل من قتال اليهود وقتلك لنصيري يقربك من الله .هكذا يقول وكل جماعة الجولاني يؤمنون بهذا الكلام حتى الجولاني نفسه في مقابلة تلفزيونية سابقة له قال بأن العلويين زنادقة حتى وزير خارجية الجولاني قام وبشكل علني في بروكسل في شتم الأقليات في سوريا .وطبعا جماعة الجولاني لم يقوموا بقتل لاضباط ولامقاتلين من النظام كل من قاموا بقتلهم هم اناس مدنيين اطفال ونساء وعجائز ومع العلم بعد سقوط النظام أهالي الساحل السوري قاموا بالترحيب بالجولاني وجماعته وسلموا السلاح الموجود معهم على أساس فتح صفحة جديدة لبناء دولة فما كان الرد الا القتل والمجازر التي يندى لها الجبين وهذا مالاحظناه من قبل المرأة الثمانينية ام ايمن سنديانة الساحل التي قتل اولادها الثلاثة أمام أعينها وهم مدنيين عزل ورميت جثثهم وبقيت تحرث الجثث والارهابيين بقربها يشتمون ويسخرون وهذا ما رأيناه من خلال ابو سليمان الرجل العجوز الفقير الطيب الذي قاموا بانتزاع قلب ابنه أمام عينه .هذا ما رأيناه من خلال الشيخ شعبان منصور الذي يلقب بشيخ الإنسانية والذي يبلغ عمره ٩٥ عاما والذي تم قتله هو وولده وحفيده .هذا ماشاهدناه من خلال إبادة قرى بالكامل مع أن أهلها من أفقر الناس ولاذنب لهم إلا أنهم من الطائفة العلوية هذا ما رأيناه من خلال قتل اعداد هائلة من الأطفال والنساء هذا ماشاهدناه من خلال الرعب والخوف والجوع المسيطر على أهالي الساحل السوري والقتل إلى الآن مازال مستمرا ولكن بدون تصوير حتى لاينفضحوا .فالذين بقوا على قيد الحياة من اهالي الساحل لايستطيعون الخروج من منازلهم خوفا من القتل والذبح واذا لم يقتل يسأل من قبل قوات الجولاني عن طائفته فإذا تبين أنه علوي أما يتعرض للخطف أو القتل أو بأفضل الحالات الذل والاهانة
فكر هذه الجماعات الجهادية السلفية التكفيرية استفادت منه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بدرجة كبيرة فهم الذين استخدموا هذه الجماعات وسخروها لخدمتها وتحقيق أهدافها ف هاهو مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زينغيو بريجينسكي تحدث سابقا في كتابه لعبة الشطرنج الكبرى كيف صنعوا مايسمى المجاهدين في أفغانستان ودربوهم وقاموا بتمويلهم لقتال الاتحاد السوفيتي وهاهي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تتحدث في كتابها خيارات صعبة كيف صنعوا داعش واستخدموها والكيان نفسه من عمل على إيصال جماعة الجولاني إلى الحكم وهذا جاء على لسان وزير حرب العدو يسرائيل كاتس عندما تحدث في ٢٤.١٢.٢٠٢٤ لليديعوت احرونوت مخاطبا الجولاني وجماعته بأنكم عبارة عن عصابة إرهابية كنتم تتواجدون في ادلب ونحن من أسقطنا الأسد واتينا بكم إلى الحكم لمصلحتنا.وطبعا مصالح الكيان تحققت فالكيان بعد ٨.١٢ دمر سلاح الجيش العربي السوري بالكامل بالإضافة لتوسعه واحتلاله القنيطرة بالكامل وجبل الشيخ بالكامل وتوغل في ريف درعا وريف دمشق وأصبح لايبعد عن دمشق الا ٢٠ كم عدا عن التغلغل والدخول الصهيوني إلى دمشق كالصحفي الصهيوني مارتن انغل الذي دخل دمشق وصور فيلما وثائقيا من داخل دمشق والتقى بمقاتلين من جماعة الجولاني وايضا دخول الحاخامات الصهاينة المتطرفين إلى دمشق كالحاخام يوسف حمرا والحاخام اشر لوبوتاين .واخر الكلام كان كلام البروفسور جيفري ساكس المقرب من دوائر صنع القرار في امريكا والذي تحدث في مؤتمر انطاليا قائلا بأن الولايات المتحدة واسرائيل هما من اشعلتا الحرب في سوريا عام ٢٠١١ كما قال إن الجهاديين الذين استولوا على السلطة بعد سقوط الأسد قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتدريبهم وتمويلهم.
وطبعا الفكر التكفيري الذي تتبعه جماعة الجولاني والذي يكفر العلويين هذا الفكر هو الذي دفع مجلس الافتاء الذي عينه الجولاني إلى رفض فكرة اصدار فتوى تحرم دم العلويين لأن هذا بنظرهم يخالف الدين.هذا الفكر هو الذي دفع الكثير من المشايخ المحسوبين عليهم أن ينادوا في الجوامع حي على الجهاد وان يجمعوا خمسمئة الف مقاتل لقتل أهالي الساحل السوري إخوتهم في الوطن بينما نفس المشايخ سكتوا تماما وصموا آذانهم عندما قام العدو الصهيوني بالتوغل داخل الأراضي السوري واحتلال المناطق والأراضي وفي النهاية ساقول عبارة واحدة
|