رغم استمرار الإدارة الأميركية في اتباع سياسة الضغط الأقصى على طهران، تشير المعطيات إلى تحول إيجابي في مسار المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية، مدفوعة بإشارات دبلوماسية تؤكد حدوث تقدم في كواليس الحوار.

ويعزز هذا الانطباع إعلان عقد اجتماع للفرق التقنية يوم السبت المقبل، وهو ما تراه مصادر متابعة دليلاً واضحاً على وجود خطوات ملموسة تم إنجازها خلال الفترة الماضية.

في هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية عن تنسيق ثلاثي بين إيران وروسيا والصين، بناءً على طلب إيراني بالحصول على ضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق محتمل. وأوضحت أن موسكو وبكين تستعدان للعب دور الضامن، في إطار ضمان استقرار الاتفاق ومنع انهياره مستقبلاً.

أما على مستوى التداعيات الإقليمية، فأشارت المصادر إلى أن أي تفاهم بين واشنطن وطهران سينعكس إيجاباً على لبنان، على الرغم من غياب الملف اللبناني عن أجندة المفاوضات حتى اللحظة.

في المقابل، أعربت المصادر عن القلق من تحركات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، الذي يسعى إلى الضغط على الإدارة الأميركية لعرقلة أي اتفاق، وسط تصعيد من جانب الحكومة الإسرائيلية التي ترى في ضرب إيران عسكرياً خياراً مطروحاً، في وقت يفضل فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الحلول الدبلوماسية على المواجهة المباشرة.

ويبقى السؤال: هل تصمد هذه المفاوضات أمام "تفاصيلها المعقدة وشياطينها"، أم أن مسارها الإيجابي سيتعرض للاهتزاز؟