حسام الحاج حسين
جوهر الأستبداد هو الحفاظ على السلطة، ومن أجل الحفاظ على السلطة تحتاج الى ايديولوجية من أجل القيادة ،وكان جليا أن التناقض الإيديولوجي وصراع المصالح المحتدم بين الدول العربية لن يتأخر في الإفصاح عن نفسه ،
اذ ظهرت خلافات بين قادة الدول العربية بعد سقوط الأنظمة الملكية في مصر والعراق وليبيا واليمن والتي تضررت من الحرب الباردة ايضا حيث تموضع العسكرتاريا العربية خلف الشيوعية بينما تموضع الملكيات خلف القوى الغربية والأمريكية وظهرت حقبة من زراعة الجواسيس، والبحث عن طرق لعرقلة أي جهد يبذله أي طرف لزيادة قواه على مستوى الأقليم.
وزادت عمليات توريد الأسلحة التي كانت تهدد المنطقة العربية وتأثر الاقتصاد العربي بشكل سيء، وذلك بسبب إنفاقات حكومات الدول على تخصيص الموارد لخدمة الحرب الباردة، وتفضيل استغلال الخزينة على تطوير الأسلحة بدلاً من استخدامها لخدمة البلاد والشعوب وكان هناك سباق من نوع أخر وهو أقامة القواعد الأجنبية على اراضيها من أجل حماية نظامها السياسي .
نظريات قومية تتخذها معظم الدول العربية شعارًا لها،
هذه الحروب تعود إلى ذرائع وحجج مختلفة، في منطقة جغرافية يطلق عليها اسم الوطن العربي، ويتكون من 22 دولة عربية مع موقع جغرافي يتوسط ثلاث قارات وعدد سكان يتجاوز 392 مليون نسمة بحسب إحصائيات “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية“.
تربط عدة عوامل شعوب المنطقة، إلا أن الخلافات بين الدول مستمرة وقد تطور بعضها إلى مواجهات عسكرية أزهقت أرواح المدنيين.
ومن ابرز الحروب العربية – العربية الباردة والتي تطور بعضها الى مواجهات ادى الى مقتل الألاف :
الحرب بين سوريا ولبنان
الحرب بين الأردن – منظمة التحرير الفلسطينية – سوريا
الحرب بين مصر وليبيا
الحرب بين العراق والكويت والتي شاركت فيها دول عربية
الحرب اليمنية الأولى شاركت فيها مصر ضد السعودية
الحرب اليمنية الثانية بين اليمن والسعودية ودول عربية ٫
الحرب بين السودان ومصر على الحدود ،
الحرب بين المغرب والجزائر
الحرب الباردة بين قطر ومجلس التعاون الخليجي،
الحرب الباردة بين نظام البعث في العراق والبعث في سوريا، الحرب الباردة بين مصر والدول العربية بعد اتفاق كامب ديفيد .
الحرب الباردة بين العراق والدول العربية من عام ١٩٩٠ الى عام ٢٠٠٣م ، الحرب الباردة بين النظام السياسي في العراق بعد ٢٠٠٣ والدول الخليجية،
الحرب الباردة بين سوريا والدول العربية بعد الربيع العربي .
من خلال القائمة الطويلة للحروب العربية والصراعات الأيديولوجية ومع تدخل القوى الأقليمية تزداد فرص المواجهات مرة أخرى .
ويرتفع منسوب التوتر في المنطقة العربية يوما بعد يوم، وخاصة بعد سقوط النظام في سوريا حيث ذهبت الدول العربية للتموضع خلف النظام الطائفي في دمشق وكأنها تنتقم من حقبة العلويين والشيعة .
وتزداد ايضا وبشكل ملحوظ تأثير القوى المنخرطة في مشاكل البلدان العربية حيث تعتبر ثلاث دول غير عربية ( إيران – تركيا – إسرائيل ) هي من تتحكم بالواقع السياسي العربي .
وتشكل سوريا الشرع والعراق ذات الأغلبية الشيعية أهم بؤرتي توتر، وواضح من أن القوى الخارجية المتنافسة على ترتيب الأوضاع الداخلية ليست قليلة لما تحتويه الدولتان من تعدد مذهبي وديني وعرقي وأيديولوجي، كما أن الدول التي تلعب أصابعها بشؤون الدولتين ترتفع أعدادها ولا تقل، ولايمكن احتواء البعض نظرا لسجلة المتحول من الأرهاب السيء الى الأرهاب الجيد وفق نظر الأخرين من المخدوعين الذين يفتقرون لأدوات التاريخ .
|