• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التطبيع يسرح ويمرح في لبنان .

التطبيع يسرح ويمرح في لبنان

 

 

 

 

 

بقلم علي خيرالله شريف

لم تكن المرة الأولى منذ أيام التي يدخل فيها "إسرائيلي" صهيوني إلى بيروت بجواز سفر دولة غربية. وليست المرة الأولى التي يبدأ فيها التطبيع بين لبنان والكيان. فمنذ أن صافح المسؤولون اللبنانيون عاموس هوكشتاين وهم يعلمون أنه جندي إسرائيلي من الذين قاتلوا ضد لبنان. استقبلوه يومها ولم يضعوا شرطاً على الولايات المتحدة الأمريكية تغييره كي يستقبلوه، بل خافوا من غضبها أو استَخَفُّوا بالأمر أو دفنوا رؤوسهم في الرمال.
وبعد عاموس أتت مورغان أورتاغوس تحمل نجمة داود في جِيدِها لتؤكد للبنانيين أنها أتت بصفتها الصهيونية أكثر من صفتها الأميركية، فاستقبلوها بالترحاب والعيون المبحلقة واللعاب "المشطشط"، وتسابق البعض على مصافحتها وتقبيلها وإقامة الولائم لها كما احتفوا بالذي سبقها. وتطوع الذباب الإلكتروني والفجور الإعلامي، لشتم كل من ينتقد وقاحتها بتعليق نجمة داود في عنقها.
وقبل هوكشتاين وأورتاغوس، لطالما بعثت أميركا لنا بسفراء لها صهاينة بالجنسية والحقد والإرهاب الصهيونيين. إذن ينبغي أن لا نكون من السذاجة بمكان يجعلنا نظنُّ أن مجيء هوكشتاين ثم اورتاغوس وسابقيهما بمزاياهم الصهيونية، هو مجرد صدفة؟
إن الأمر مُدَبَّر ومُخَطَّط وهادف، وكتبنا عن الموضوع يومها وحذرنا منه، ومسؤولونا اللبنانيون الذين تجمهروا وتكأكأوا حولهم، ، إما يستخفون بالأمر ولا يعيرونه الأهمية لقصور تفكيرهم، وإما يعرفون ويسكتون ويقللون من أهميته أمام الناس لتمريره، وإما يتجنَّدون لخدمة الصهاينة والتجسس لحسابهم لأنهم من دعاة التطبيع منذ زمن طويل، وأكثرهم يتجنَّدون اليوم للمطالبة بتسليم سلاح الم_قا_ومة ليلاً نهاراً.

إن الثقافة التطبيعية التي بدأتها دول معاهدات السلام العربي مع العدو، في كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، وتستكملها دول الخليج بالشراكة مع مجموعات عمل أميركية وإسرائيلية وغربية، عبر تطبيق برامج متعددة ومتنوعة سياسية ودبلوماسبة وثقافية وتربوية واقتصادية وسياحية، في الدول العربية كافة. وعبر إسقاط الأنظمة الممانعة كما حصل في سوريا بالإتيان بالتيار الأموي الجديد الذي أرسل زعيمه أحمد الشرع بالأمس رسالةً إلى ترامب يعلن فيها استعداده الدخول في الصلح الإبراهيمي.  

بعد هوكشتاين وأورتاغوس، ها هي الأمور تتدحرج عبر مجموعات وأحزاب وأشخاص آخرين من إعلاميين وسواح وناشطين صهاينة في وسائل التواصل الاجتماعي، يأتون بجوازات سفر أوروبية وغربية. ويدخلون إلى لبنان بكل أريحية ولا يتعرضون للتدقيق والتفتيش والبحث عن أصولهم من قبل الأجهزة الأمنية. وإن أوقفهم أحد الضباط أو العناصر الشرفاء، سرعان ما يأتيه الأمر من مكانٍ أعلى بأن لا يتدخل، وإن أصر تتم معاقبته.
المخابرات الأميركية والخليجية والبريطانية والفرنسية، وعشرات أجهزة المخابرات الأطلسية، تصول وتجول في لبنان وتسيطر على مطار بيروت الدولي وتتخذ من عوكر وباقي السفارات مقرات لها، بكل ما تحتوي من تجهيزات إلكترونية وعنكبوتية وسيبرانية، لتراقب أنفاسنا وتطوقنا من كل الجهات، وتستعين بالجهات اللبنانية العارية من الوطنية الحقيقية، لتقبض على ناصيتنا وتدخلنا في حظيرة التطبيع الذي سيودي بنا إلى نفس المصير الذي أصاب سوريا... هل ترون ما يحصل في سوريا؟ إذا كنتم لا ترون فابحثوا واقرأوا وتابعوا الأخبار.
والسلام على من اتبع الهدى.

الجمعة ٢٥ نيسان ٢٠٢٥


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=10431
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 28