• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هشام عبدالقادر عنتر: من الجندي المجهول إلى كاتب التنبؤات إلى مشعل الإعلام المقاوم. .

هشام عبدالقادر عنتر: من الجندي المجهول إلى كاتب التنبؤات إلى مشعل الإعلام المقاوم.

 

 

 

 

 

عدنان عبدالله الجنيد
في صمت المراحل الكبرى، حيث تلد الأحداث رجالها قبل أن يلمحهم الرأي العام، كان هشام عبدالقادر عنتر جنديًّا مجهولًا، يخوض معاركه في الخفاء بقلمٍ، وعدسةٍ، وعقيدةٍ، راسمًا على وجه المرحلة ملامح الانتصار. لم يبحث عن مجدٍ شخصي، بل كان همّه أن تظل قضايا الأمة مشتعلةً في قلوب الشعوب الحيّة، وأن يُسهم في توجيه البوصلة نحو القدس وفلسطين.
لقد أدى مهمته في صمتٍ وإخلاصٍ، حتى أصبح فيما بعد، لا مجرد ناقلٍ للحدث، بل صانعًا لرؤية الحدث قبل وقوعه.
أولًا: الجندي المجهول:
في زمنٍ تداعى فيه الاستكبار العالمي على اليمن كما تداعى الأكلةُ على قصعتها، وذوت فيه شعارات العرب حتى غدت أصواتًا خاوية تتقاذفها رياح الخيانة والخذلان، أصرّ الجندي المجهول أن يقف بوجه المؤامرة، كاشفًا الحقائق، مشعلًا جذوة الهوية الإيمانية، ومجدّدًا للمشروع القرآني إعلاميًّا، رغم صعوبة المرحلة وظروف العدوان السعودي الإماراتي الصهيوأمريكي.
تفجرت أقلام الأحرار، وكان للجندي المجهول دورٌ فريدٌ ومتميّزٌ في الاستقطاب، والتشجيع، والتغلب على المصاعب، ونشر كتاباتهم عبر المواقع الإخبارية، كونه رئيس فرع اليمن في الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني. من خلاله، أصبح هشام عبدالقادر عنتر بوابة الإعلام المقاوم التي عبر منها الكتّاب إلى ميادين الدفاع عن القضية المركزية للأمة... وأنا أحد هؤلاء الذين أدينون له بالفضل، بعد الله.
لم يكتفِ بهذا الدور؛ بل نسق مع الأستاذ حسن المرتضى، منسق المؤتمرات الدولية، لعقد المؤتمرات والندوات العالمية التي أقامها "ملتقى كتاب العرب والأحرار"، برعاية "الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي"، وبشراكة مع أصدقائه الاستراتيجيين، كما ساهم بتكريم أبرز الكتّاب حول العالم.
وزاد على ذلك جهدًا، بأن كان يكتب تقارير المؤتمرات والندوات وينشرها على أوسع نطاق إعلامي، حتى يصل صوتها إلى أسقاع العالم، وكان ذلك من أهم الدوافع لي لإعداد كتابي الموسوم: "أنشطة الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي على المستوى الإقليمي والدولي في مناهضة الاستكبار العالمي".
ثانيًا: كاتب التنبؤات
بعد أن أتقن دور الجندي المجهول، انتقل هشام عبدالقادر عنتر إلى دورٍ أعظم: دور كاتب التنبؤات.
لم تكن تنبؤاته ضربًا من التخمينات الصحفية العابرة، بل كانت قراءة واعية للواقع، ورؤية استشرافية مبنية على معطيات سياسية وعسكرية دقيقة.
قبل اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وقبل قرار اليمن السيادي بإغلاق البحر الأحمر أمام السفن المعادية، رسم هشام بخياله التحليلي خريطة المرحلة القادمة. ففي شهر أغسطس كتب:
"بالخريطة نشاهد البحر الأحمر كأن رسمته سيف ذي الفقار... ماذا يعني ذلك؟ هل ستكون المعركة الأخيرة تنطلق من البحر الأحمر؟ البحر الأحمر رمز الدم... قد تكون رمز سيف ذي الفقار لمعركة قادمة نهائية ضد كل أعداء الأمة، لتحرير مقدساتها وشعوبها..."
حدث ما توقعه؛ إذ تحوّل البحر الأحمر إلى جبهة مواجهة مفتوحة، وكانت اليمن في صدارة المشهد المقاوم.
وفي مقال آخر بعنوان "توقعات 2025 عام الفتوحات"، كتب هشام:
 "كل الظواهر التي تبدو عذابًا في ظاهرها إنما تخبئ في باطنها رحمة ربانية، وعام 2025 سيكون عام الفتح المبين، تتساقط فيه أقنعة الشيطنة، وينبلج فيه فجر الدولةالعادلة."
لم تكن مقالاته ترفًا أدبيًا، بل كانت خرائط ذهنية دقيقة، سبق بها مراكز أبحاث وتحليلات كبرى.
ثالثًا: مشعل الإعلام المقاوم:
ومن كاتب للتنبؤات، أصبح هشام عبدالقادر عنتر مشعل الإعلام المقاوم، يقود عبر منصبه في الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني – فرع اليمن – معركة الوعي والكلمة الحرة.
عمل على توحيد جبهة الإعلام المقاوم، مؤمنًا أن الكلمة الحرة القوية قادرة على إسقاط الطغاة وكسر جبروت المستكبرين.
آمن أن الإعلام رسالة رسالية، لا تكتمل إلا بالبصيرة والصدق، فجعل قلمه منارة تهدي الأحرار والثوار، لا في اليمن فقط، بل في فلسطين ولبنان والعراق وكل ساحات المواجهة.
لقد قدم هشام عبدالقادر عنتر نموذجًا للإعلامي المقاوم: يستشرف الأحداث، يحللها، ينبه الغافلين، ويقود الصفوف، لا بالضوضاء الفارغة، بل بالوعي الثابت، واليقين الذي يستمده من صدق القضية وعدالة المسار.
ومع كل انتصار تحققه قوى المقاومة، تثبت الأحداث أن القلم الذي خط تلك الرؤى لم يكن مجرد كاتب صحفي، بل كان مهندسًا ميدانيًا للوعي المقاوم، يرسم درب الحرية والنصر
نماذج من مقالاته:
1-  "طوفان الفتح الأعظم يلتحم بطوفان الأقصى"
تحدث عن الطوفانات الثلاثة: طوفان الأقصى العالمي، والطوفان البحري اليمني، وطوفان مكة الأعظم، مؤكدًا أن النصر حتمي، وأن الطوفان الأعظم سيقود الأمة إلى فتح مبين يشبه فتح مكة.
2-  ألواح طينية وهندسة العدد خمسة:
فسّر رمزية الرقم 5 في الكون والوجود، واعتبره بوصلة الطوفان القادم نحو بيت المقدس وقبلة الإنسان.
3-  الثورة الإسلامية معيار التمييز بين الحق والباطل:
اعتبر أن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رض) هي المعيار الحقيقي للحق، وأنها صنعت جبهة عالمية ضد الاستكبار وأفشلت مشاريع التقسيم.
4ـ  كيف تنتصر الأمة فعليًا؟
كتب عن مراتب اليقين، ومعنى الصبر الحقيقي، وأهمية البصيرة في العمل المقاوم، مستنبطًا دروسًا رمزية من القرآن الكريم وخاصةً من حوار الله مع النبي موسى (عليه السلام).
خاتمة:
إن هشام عبدالقادر عنتر، بما قدمه عبر قلمه وعقيدته وعمله المتواصل، ليس مجرد اسمٍ عابر في الإعلام المقاوم، بل هو جنديٌّ مجهولٌ، وكاتب تنبؤات، ومشعل نورٍ في درب الحرية، ترك أثره في خارطة المقاومة الحديثة، وسجّل اسمه بين صناع الانتصار.
واليوم، مع كل إنجاز تحققه قوى المقاومة على الأرض، ومع كل هزيمة يتكبدها العدو، تثبت الأحداث أن القلم الذي خطّ تلك الرؤى لم يكن مجرد كاتبٍ صحفي، بل كان مهندسًا للمرحلة، وخطّاطًا بارعًا للخارطة التي تمضي عليها قوافل الأحرار نحو النصر المبين.
وإننا، إذ نُشيد بمسيرته المشرقة وعطائه الفريد، لنتمنى له التوفيق والسداد والاستمرار على هذا النهج المقاوم الصادق، وإنا لواثقون أننا سنصلي معًا في القدس، محرّرةً، عزيزةً، عاصمةً أبدية لفلسطين وللأحرار في العالم.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=10504
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 28