أمام التحديات الأمنية والسياسية التي تعصف بالعراق، تتعالى أصوات القوى الوطنية محذّرة من خطورة الانجرار وراء دعوات الفتنة الطائفية التي تسعى بعض الأطراف لاستغلالها خدمةً لأجندات خارجية. فالمشهد اليوم يكشف محاولات لإعادة إنتاج الإرهاب بوجوه جديدة، مستغلةً حالة الإحباط لدى المواطنين لدفعهم نحو مقاطعة العملية الانتخابية. لكن الحقيقة أن الابتعاد عن صناديق الاقتراع لا يعني سوى التنازل عن الحقوق وإهدار المكتسبات التي تحققت بتضحيات جسيمة.
ومن هنا، فإن المطالبة بالحقوق تبدأ من المشاركة الفاعلة في الانتخابات، باعتبارها السبيل الوحيد لترسيخ الاستقرار السياسي وحماية السلم الأهلي. فحقك بالانتخاب ليس مجرد واجب وطني، بل هو درع يحمي مستقبل العراق، وضمانة أساسية لكل مواطن يريد أن يحافظ على مكاسبه ويضمن حقه في صناعة القرارحذّر النائب رفيق الصالحي، من خطورة الخطابات الطائفية التي يطلقها بعض الشخصيات السياسية السنية، مؤكداً أنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن الوطني واستقرار البلاد.
وقال الصالحي إن "بعض القوى المتطرفة تلجأ إلى استغلال الحركة المدخلية كغطاء لتنفيذ أجندات مشبوهة تهدف إلى زعزعة الأمن وضرب السلم الأهلي"، مبيناً أن "المدخلية باتت تمثل خطراً حقيقياً من خلال إعادة إنتاج تنظيم داعش لكن بوجوه جديدة وأساليب مختلفة".
وأضاف أن "التجارب السابقة أثبتت أن التهاون مع هذه الخطابات ومع التيارات التي تتبنى الفكر المتشدد يفتح الباب أمام عودة الإرهاب، مما يتطلب موقفاً وطنياً موحداً يحافظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت بدماء العراقيين".
*استغلال الأزمات
من جانبه، حذّر الخبير الأمني هيثم الخزعلي، من خطط سياسية تقودها شخصيات سنية بارزة، في مقدمتهم خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي، بالتنسيق مع التيار المدخلي، تهدف إلى إثارة الفوضى الأمنية وإعادة العراق إلى المربع الطائفي لتحقيق مكاسب انتخابية ضيقة..
|