.حميدة الكعبي
المرأة الصالحة هي محور البيت وجوهرة الحياة، فهي الزوجة والأخت والأم والصديقة والحبيبة. لقد ذُكرت المرأة في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وأشار إليها الرسول صلى الله عليه واله وسلم في أحاديثه، مشددًا على أهمية دعمها من قبل أفراد أسرتها، وبالأخص الرجال. في حديثنا اليوم، نسلط الضوء على المرأة العاقلة والمتزنة، التي تعمل بخلاص من أجل رسم صورة تبقى في ذاكرة لأثبات دورها الفاعل عبر الزمن. إنها كالشجرة المثمرة التي تأتي أُكلها كل حين، تتحمل كل الأعباء وعبث الدنيا. وتحب بتضحيات وقلب واسع، وتمتلك روح فياضة ونكران للذات على عكس الرجل الذي يميل إلى التفرد والسيطرة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الحكمة لا تعكس حال الجميع، فكما أن أسنان المشط غير متساوية، كذلك تتباين صفات الأفراد.
مرت العصور والأزمان على المرأة، وهي ثابتة في تمسكها بعائلتها وحبها الدائم لأبنائها، دون انقطاع لكن، ما الذي تغير مقابل هذه التضحيات؟ هل كافأ المجتمع المرأة على تعبها؟ هل قام بتعديل عاداته من أجلها، كما قامت هي بتغيير العديد من عاداتها من أجل القيم والتجديد والحداثة في حياتها، وهي تتكيف مع التغيرات التي يفرضها الزواج والعائلة؟
بالرغم من ذلك، ظلت المرأة متشبثة بطموحها المتواضع في تربية أبنائها، ومن ثم السعي نحو تحقيق أحلامها. حيث تأمل في أن تتألق بحلة علمية جديدة، ووعي ثقافي رفيع يساهم في إثراء تجربتها الشاملة. مفاصل حياتها السابقة وجذور الحداثة شكلت على مدى سنوات عديدة لتبدأ طريقها الذي كانت تحلم به وبعد تمحيص وتفحيص نهضت من سباتها وأخذ وقت ليس بالقليل لصنع رؤيتها المستقبلية، فاستطاعت تحقيق حلمها لتصبح مهندسة ومعلمة وطبيبة ومحامية، حيث انخرطت في معترك الحياة إلى جانب زوجها، ساعية للقضاء على الظروف المادية الصعبة وضمان حماية نفسها من خداع الحياة، كما كانت جدتها تؤكد دائمًا من خلال حكاياتها القديمة وتوجيهاتها المستمرة. كانت هذه الإرشادات بمثابة أساس قوي تساعدها على الثبات في مواجهة التحديات، وتجديد شغفها لتحقيق الأهداف. تمكنت من مواجهة القضايا النفسية المعقدة داخلها، مما ساهم في تشكيل شخصيتها الفولاذية. حتى أدركت تمامًا أن دور المرأة القيادي في الحياة الأسرية والمجتمعية يتجدد يومًا بعد يوم، وهي تملك أفكارًا وحيلًا أدبية وأخلاقية فعالة تعزز من قدرتها على التأثير والجذب للاعتناء بسموها الرفيع
إن الاحترام والتقدير الذي تحظى به المرأة يسهمان بشكل فعّال في بناء المجتمعات ورعاية الأجيال. فهي تمثل السند الأساسي للرجل في الأوقات الصعبة، كما أن الرجل يعتبر النصف الثاني الذي يُكمل دورها. ينبغي على المجتمع أن يتجنب ممارسات الجاهلية الأولى ويستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي تكرم المرأة وتحفظ حقوقها. فبدون المرأة، لا يمكن أن تتشكل مجتمعات
متوارثة ومتناسلة فالجنسين المختلفين يسهم في تعزيز. التواصل والتماسك بينهما في هذه المسيرة الطويلة. في الحياة
|