كتب / باقر جبر الزبيدي ...
تحاول تركيا منذ مدة أن تكون لاعبا مهما في لعبة خطوط إمداد الغاز إلا أن هذا الأمر ارتد عليها وسوف يسبب مشاكل كبيرة لأنقرة في المستقبل.
تركيا تقدم نفسها كمنطقة عبور آمن للغاز نحو أوربا وهو أمر لان تقبله روسيا بسهولة وهنا تكمن مشكلة تركيا التي لن تستطيع مسك العصا من الوسط.
روسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بشكل عام وفي نفس الوقت هي المورد الأكبر للغاز إلى تركيا وتغطي الإمدادات الروسية ما يقارب 33 % من احتياجات تركيا للطاقة.
تضاعف استهلاك تركيا للطاقة ثلاثة أضعاف بين عامي 2000 و2015 وهي تفتقد لاحتياطيات الغاز وتعتمد بشكل أساسي على الغاز المستورد الذي يمثل 29 % من الاستهلاك الأساسي للطاقة وما يقرب من 50 % من توليد الكهرباء.
يدفع الأتراك أكثر بكثير مما يدفعه الأوربيون مقابل الغاز الروسي وهو أمر يزعج الإدارة التركية.
تركيا تقع على مقربة من ما يزيد عن 70 % من احتياطيات النفط والغاز المعروفة في جميع أنحاء العالم التي يضمها الشرق الأوسط الكبير ورغم هذا الموقع المهم فإن استخدام تركيا لسياسية مسك العصا من الوسط مع روسيا وأوربا والكيـ1ن أصبح أمرا غير ممكن وعليها أن تختار مع تزايد الضغط الأمريكي خصوصا في مجال التسليح وصفقات الطائرات.
لعبة خطوط الغاز لعبة خطرة وقد ترتد على أردوغان وتخنق أحلامه التوسعية وما تحاول تركيا فرضه على العراق من شروط لعبور نفط كركوك لن يمر بسهولة خصوصا أن العديد من الدول الكبرى تراقب هذا الموضوع باهتمام شديد...
|