• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقامرة بأمن العراق في زمن الخطر..! .

مقامرة بأمن العراق في زمن الخطر..!

 

 

 

 

 

كتب / عامر جاسم العيداني ||

في ظل ما تمر به المنطقة من اضطرابات أمنية غير مسبوقة وسياسة الإرهاب الإسرائيلي في غزة والانتهاكات المستمرة لسيادة لبنان وسوريا ومحاولات التغلغل في دول الجوار للسيطرة عليها يظهر بين الحين والآخر من يطرح فكرة حل الحشد الشعبي أو إنهاء دوره ، مثل هذه الطروحات في هذا الظرف الحساس ليست إلا مغامرة بأمن العراق ومصيره بل هي أقرب إلى اللعب بالنار في لحظة يحتاج فيها البلد إلى كل عناصر قوته.

العراق اليوم ليس بمعزل عن دائرة الخطر فحدوده معرضة للاختراق وواقعه الإقليمي مليء بالتوترات التي قد تنفجر في أي لحظة وأي قوة عسكرية أثبتت فعاليتها على الأرض مثل الحشد الشعبي لا يمكن التفكير بالاستغناء عنها. الحشد لم يكن يومًا مجرد تشكيل عابر بل نشأ من قلب الحاجة الوطنية وبفتوى شرعية لمواجهة الإرهاب ونجح في حماية المدن ومنع تمدد داعش وأصبح جزءًا من بنية الدولة الأمنية وفق القانون.

ورغم هذه الحقائق تصر الولايات المتحدة منذ سنوات على الدفع باتجاه حل الحشد أو تحجيمه وان هذا الإصرار ليس بدافع الحرص على سيادة العراق أو أمنه بل لأن الحشد الشعبي يمثل قوة مسلحة خارج النفوذ الأمريكي المباشر وقادرة على التأثير في المعادلات الأمنية والعسكرية في المنطقة .

بالنسبة لواشنطن فإن وجود الحشد يعرقل مشروعها في إعادة صياغة الخارطة الأمنية للعراق بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل لذلك تعمل على تشويه صورته داخليًا وتصويره كعبء على الدولة بدل كونه عنصر حماية لها.

إضافة إلى ذلك فإن الوضع الداخلي يمر بمرحلة غاية في الحساسية مع اقتراب الانتخابات النيابية وارتفاع حدة الصراع الطائفي بين القوى السياسية ، وهذا التوتر الداخلي يجعل فكرة حل الحشد بمثابة صب الزيت على النار وفتح الباب أمام الفتنة والانقسام في وقت يحتاج فيه العراقيون إلى وحدة الصف لا إلى تمزيقه.

الذين يدفعون باتجاه حل الحشد يتجاهلون أن هذا القرار سيخلق فراغًا أمنيًا خطيرًا وسيضعف قدرة الدولة على حماية حدودها ومدنها وسيفتح المجال لعودة الإرهاب من جديد وربما يجر البلاد إلى صدام داخلي لا تُحمد عقباه. العراق اليوم بحاجة إلى دعم الحشد الشعبي وتنظيم عمله تحت مظلة الدولة لا إلى التفريط به إرضاءً لأصوات أو ضغوط خارجية لا ترى في مصلحة العراق شيئًا.

إن الحديث عن حل الحشد في هذا التوقيت ليس إلا ترفًا سياسيًا في زمن الخطر ومقامرة لا يملك العراق ترف خوضها ، ان الحشد الشعبي بكل ما يحمله من رصيد ميداني وشعبي هو جزء من أمن العراق القومي وأي مساس به الآن هو مساس بأمن الوطن نفسه.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=11856
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 24