كتب / نوزاد حسن
قبل كل انتخابات يبدأ المرشحون باستعراض نشاطهم امام الناخبين، وليس غريبا ان يشاهد أحدنا صورة احد المرشحين مرفوعة في ملعب كرة قدم، أرضيته من البلاستيك الاخضر ومكتوب تحت الصورة بجهود فلان أقيم هذا الملعب.هناك صور مختلفة لنشاطات يقوم بها المرشحون، ان الظهور العلني مهم، وعلى المرشح أن يكون معطاء قبل الانتخابات، ومعطاء ايضا بعد الانتخابات.
هذا ما يتمناه الجميع، ذلك لأن النائب هو صوت من انتخبه، وعليه أن يكون أمينا لتشريع كل ما يخدم الناس.أظن أن هناك عملية غش تحدث عند بداية كل انتخابات تجرى، لست أعني الجميع لكني في الواقع أود الاشارة إلى قضية اخلاقية مهمة، لا بد من الانتباه لها وعدم تجاهلها، ماذا يعني المرشح حين يعلن عن برنامجه الانتخابي؟.
ماذا يقصد حين يتعهد المرشح أمام الجميع أنه سيكون خادما وأمينا على مصلحة البلد؟، أنه يقصد شيئا خطيرا، يضع المرشح نفسه أمام أصعب قضية على الاطلاق. أنه يعقد صفقة أخلاقية بينه وبين من ينتخبه، وإذا كان المواطن يحلم بتحقيق كل هذه البرامج الانتخابية، فلا بد أن يكون المرشح بعد فوزه هو من يقوم بالوفاء بكل ما أعلن عنه. اذن نحن أمام عقد بين طرفين، جمهور ومرشح قبل الفوز وبعد الفوز سنكون امام معادلة من نوع آخر، أنها معادلة التنفيذ ولو على مراحل لتفاصيل البرنامج الانتخابي.هل يستطيع أحد من الطرفين إلغاء عقد الشراكة المتين بين الناخب والمرشح؟. بالنسبة لكل من ينتخب القضية واضحة جدا، الناخب قام بكل ما عليه، أعطى صوته وبقي على النائب أن يفي بوعده ويقوم بتنفيذ كل ما قطعه على نفسه من وعود انتخابية. وهنا نجد أنفسنا امام مشكلة تتكرر كل اربعة أعوام، لن اقول الجميع، لكن هناك نوابا يختفون بعد انتهاء الانتخابات ويظل من انتخبهم يتساءلون عن غيابهم، وببراءة شديدة نسمع دائما ان فلانا من المرشحين لم يزر منطقته بعد فوزه، وينتقد البعض سلوك اي نائب لا يقدم لجمهوره خدمة الزم نفسه بتقديمها. لو أردنا أن نتحدث بلغة القانون فالنائب الذي يختفي دون أن يقوم بدوره الحقيقي هو نائب أخلَّ بواجبه واتخذ قرارا شخصيا بإنهاء صيغة العقد الاخلاقي من طرف واحد. إن السلوك يفسر لنا هذه القطيعة، الجمهور الذي اعطى اصواته والطرف الاخر الذي أخل بشرط تنفيذ
|