بقلم ريما فارس.
في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، لا يقف المشهد عند حدود الرصاص والدماء وحدها، بل يتجاوزها إلى فضاء الكلمة، حيث تتكامل ميادين المقاومة لتثبت أن معركتنا مع الاحتلال ليست عسكرية فقط، بل فكرية وثقافية أيضًا. فالمقاومة في جوهرها مشروع حياة متكامل، يواجه آلة القتل بالثبات، ويواجه آلة التزييف بالقلم.
من هنا، يجيء إصدار كتاب "طوفان القلم المقاوم" الكاتب والباحث السياسي عدنان عبدالله الجنيد ،ليضع الكلمة في قلب المعركة، وليؤكد أن الحرف حين ينطق بالحق يصبح جبهة موازية للبندقية. هذا الكتاب ليس مجرد توثيق لوقائع ولا مجرد سرد للأحداث، بل هو فعل مقاومة بحد ذاته، يفضح جرائم الاحتلال، يحفظ دماء الشهداء من أن تُختزل في أرقام، ويمنح الأمة مادة حيّة تبني عليها وعيها المقاوم.
لقد أدرك العدو، منذ اليوم الأول، أن أخطر ما يواجهه ليس فقط الصاروخ الذي ينطلق من غزة، بل الرواية التي تكشف للعالم زيفه. لذلك سعى دائمًا لطمس الحقيقة وتزييف التاريخ، فجاء القلم المقاوم ليكسر هذا الحصار المعرفي، ويؤكد أن الوعي هو السلاح الأعمق أثرًا والأبعد مدى.
وما يميز هذا الإصدار أنه لا يخاطب فلسطين وحدها، بل يخاطب الأمة كلها: من العراق إلى اليمن، من لبنان إلى إيران، ومن كل أرض يعلو فيها النداء للقدس. فهو يذكّر بأن طوفان الأقصى لم يكن معركة فلسطينية صرفة، بل كان صرخة الأمة في وجه الظلم، وترجمة عملية لوحدة الدم والمصير.
|