• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : العراق .
              • القسم الفرعي : السياسية .
                    • الموضوع : لاهور شيخ جنكي: من شريك النفوذ إلى ورقة محروقة في الحسابات الإقليمية .

لاهور شيخ جنكي: من شريك النفوذ إلى ورقة محروقة في الحسابات الإقليمية





لم يكن اسم لاهور شيخ جنكي مجرّد اسم في مشهد السليمانية السياسي، بل امتدادًا لشبكة معقّدة من المصالح الأمنية والعلاقات الإقليمية. باعتباره نجل شقيق الزعيم الراحل جلال الطالباني، والمسؤول السابق عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، كان لاهور شريكًا مؤثرًا في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانب ابن عمه بافل طالباني، حتى تفجّر الخلاف بينهما في يوليو 2021.

الخلاف لم يكن مجرد تنافس حزبي، بل صراع أعمق على مستقبل السليمانية السياسي وهويتها الجيوسياسية، حسمه بافل لصالحه بفضل قراءته الذكية للمعادلات الإقليمية وقدرته على توظيفها في الوقت المناسب.

طوال سنوات، ارتبط لاهور بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وكان له دور محوري في تأسيس وتطوير جهاز مكافحة الإرهاب بدعم مباشر من واشنطن. إلا أن نقطة التحوّل جاءت في مايو 2021، حين نشرت صحيفة Yahoo News تقريرًا استقصائيًا كشف جوانب غير معلنة من عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مطار بغداد عام 2020. التقرير، الذي استند إلى مصادر قريبة من القوات الخاصة الأميركية، أشار إلى أن عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب الكردي، بقيادة لاهور، شاركوا في توفير معلومات استخباراتية حيوية، متنكرين بزي عمال المطار، ومكلفين بتأكيد هوية الهدف وتوثيق نتائج الضربة.

رغم أن المعلومة وردت في سياق صحفي غربي، إلا أن تبعاتها كانت ثقيلة في أروقة محور طهران – بغداد. وجد بافل طالباني في تلك اللحظة فرصة ذهبية لتحجيم نفوذ شريكه، مستفيدًا من تقاربه مع جهات إيرانية وفصائل محلية، فيما تحركت آلا طالباني، النائب والقيادية البارزة، للقاء شخصيات نافذة من الحشد الشعبي في محاولة لتخفيف وقع التسريب، لكن الضرر السياسي كان قد وقع.

منذ ذلك الحين، أصبح لاهور ورقة محرقة في الحسابات الإقليمية، مع تنامي الشكوك حول علاقاته العميقة بأجهزة استخبارات أجنبية، أبرزها الـCIA والموساد، ليس فقط على صعيد تبادل المعلومات، بل عبر عمليات تجنيد وتنسيق لوجستي داخل العراق.

وخلال التصعيد العسكري الذي شهده الإقليم في ربيع 2025 بين إيران وإسرائيل، راجت تقارير تشير إلى دور لاهور في دعم شبكات مرتبطة بإسرائيل داخل الأراضي العراقية، عبر توفير ملاذات آمنة، وتمويل، وربما دعم تسليحي وتقني. هذه الأدوار، وإن لم تؤكدها جهات رسمية، فتحت الباب مجددًا أمام إعادة تقييم موقع لاهور في المعادلة الأمنية للمنطقة.

اليوم، وبعد انتهاء الجولة الأولى من المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب، تعيد طهران ترتيب أوراقها في المنطقة، وتغلق ما بقي من هوامش رمادية. وضمن هذا الإطار، لم يكن اعتقال لاهور مجرّد خطوة حزبية داخلية، بل تتويجًا لمسار بدأ من مطار بغداد في يناير 2020، وتراكمت فصوله إلى أن حُسم نهائيًا في العام 2025.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=12019
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 24