• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما أحوجنا إلى الإمام موسى الصدر في لحظات الغدر* .

ما أحوجنا إلى الإمام موسى الصدر في لحظات الغدر*

 

 

 

 

 

 

 


كتب علي شفيق مرتضى


“إسرائيل عدوّ ، فاحذروا أن تضلّوا الطريق” …. هو قائلها وما أحوجنا اليوم إليه…في الحادي والثلاثين من آب، يعود الجرح ليفتح من جديد، جرح تغييب الإمام السيد موسى الصدر، ذاك الرجل الذي لم يكن شخصًا عاديًّا في حياة لبنان وأمّته، بل كان روحًا نابضة أطلقت الوعي، وبنت الأمل، وزرعت في الأرض بذور المقاومة والعدالة.اليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود على غيابه القسري، نكتشف أكثر فأكثر كم نحن بحاجة إلى حكمته، وإلى صلابته، وإلى صوته الصادق الذي لم يخشَ يومًا في الحقّ لومة لائم. ففي لحظات الغدر، حين تتكاثر الخناجر من الداخل قبل الخارج، وحين تُباع الأوطان على موائد المصالح، نفتقد ذاك القائد الذي كان يرى في الإنسان قيمةً مطلقة، وفي المقاومة واجبًا مقدّسًا، وفي الوحدة الوطنية صمّام أمان أمام العواصف.الإمام الصدر لم يكن زعيم طائفة، بل كان إمام الوطن. جمع اللبنانيين تحت راية العدل، ونادى بالعيش المشترك، وحذّر من “إسرائيل” كشرّ مطلق يهدّد الكيان والوجود. كان سابقًا لعصره حين بشّر بأنّ الكرامة لا تحفظها البيانات ولا الخطابات، بل الدماء الزكيّة التي ترفض الذلّ، فكان بذلك الأب الروحي للمقاومة في لبنان.واليوم، في زمن الفتن والارتباك والضياع، نحتاج إلى فكر الإمام كما نحتاج إلى حضوره. نحتاج إلى ذاك الصوت الذي يقول: “إسرائيل عدوّ، فاحذروا أن تضلّوا الطريق”. نحتاج إلى ذاك القلب الذي كان يتّسع لكلّ مظلوم، وذراعٍ تمتدّ لمساعدة كلّ محروم.إنّ تغييب الإمام موسى الصدر لم يغيّب فكره، ولم يطفئ حضوره. ما زال بيننا في كلّ مسيرة مقاومة، في كلّ صرخة محروم، في كلّ انتصارٍ يحقّقه لبنان. لكنّ الوجع الأكبر أنّ الرجل الذي حلم بدولة الإنسان لم يُعَد بعد إلى وطنه، وما زال قضيّته حيّة في ضمير الأوفياء.في ذكرى تغييب الإمام، نرفع النداء مجدّدًا: لبنان يحتاجك يا حكاية كربلاء عبر الأزمنة، يا صوت المظلومين، ويا حامل هموم الوطن. سنبقى أوفياء لك، وسنبقى على خطّك، حتى تعود إلى وطنك الذي لا يزال ينتظر حضنك وقيادتك.ما أحوجنا إليك اليوم، إمامًا وهاديًا ودرعًا في زمن الغدر والخيانة.هنا نحن أبناء الصدر ، باقون على العهد، أوفياء للإمام الصدر وقضيّته، متمسّكون بخطه، مقاومون في وجه الغدر والخيانة، حتى يتحقّق ما كان يسعى إليه إمامنا المُغيب.
 


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=12144
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 24