أسأل من أراهم من ولاة الأمور عن أسباب منح أبنائهم هواتف وأجهزة ذكية وتركهم لممارسة الموت البطيء والسفر القسري عن الواقع، فيجيبون أنهم سيبدأون بالصراخ في حال تم منعهم من ذلك.
لا فرق بين فقير وغني، متعلم وأمي، الكل يمارس هذا التهديم الممنهج للطفل. دع ابنك يبكي وبحرقة وسيسكت بعد يوم واحد. الطفل مخلوقٌ لاكتشاف اللعب والمتعة، ستراه يصنع من أقداح الماء الفارغة ومن الملاعق ما يسعده من ألعاب. فقط أخرج أنت وهاتفك من طفولته.
ما يقدمه الهاتف يعتبر استجابات سريعة للطفل لن تترك مجالاً له لتدريب مهاراته وتنميتها، وسينشأ نشأةً لا يحتمل معها الحرمان مما يريد، لأنه سيقيس كل الحياة على مدرسة الهاتف سريع الاستجابة.
الطفل يتعلم بالخصومة والغيرة والخوف والخذلان مهاراته لمواجهة الحياة، وسجنه في شاشة الهاتف هو خلقٌ معاق لهذا الكائن الناشئ الذي سيكون عليك عبئاً كبيراً فيما تبقى لك من عمر.
|