• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة .

دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

 

 

 

 

 

هاشم كاطع لازم 
تمثل أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وفق الأمم المتحدة، برنامج عمل يتم من خلاله تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. وهذه الأهداف تتعاطى مع التحديات العالمية البارزة التي تواجهنا مثل الفقر وعدم المساواة والتغير المناخي والتدهور البيئي والسلام والعدالة. وتمثل الجامعات المؤسسات الرئيسية التي تسعى لنشر المعرفة من خلال عملية التدريس وكذلك العمل على توليد معرفة جديدة من خلال البحث العلمي. ومثل هذه الجوانب تجعل للجامعات دورا رائدا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ينسجم عمل مؤسسات التعليم العالي تماما مع الأهداف والأولويات المحددة في هدف التنمية المستدامة الرابع (جودة التعليم) الذي يدعو الى تعليم شامل ومنصف وذي جودة عالية. ويتعين على الجامعات، من خلال الأبتكار في مجالي التدريس والبحث العلمي ومن خلال المشاركة الفاعلة لسائر أصحاب الشأن من الأكاديميين (أعضاء هيئة التدريس والباحثون والطلبة)، أن تتبنى رؤية أهداف التنمية المستدامة وأن تتعاطى مع المشاكل التي حددتها أجندة عام 2030.
ترى ماالذي يتعين على الجامعات فعله بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ في بالي في هذا الخصوص ثلاث أفكار أود مشاركتها معكم:
1. تضمين سائر جوانب أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية الجامعية مما يساعد على تزويد الطلبة أثناء دراستهم بالمعرفة والمهارات والثقافة العلمية اللازمة للتعاطي مع التحديات المعقدة للتنمية المستدامة. وبالفعل تم أدراج الكثير من برامج الدراسة في الجامعات التي تشكل تحالف يوريكا برو EURECA – PRO Alliance التي تضمنت مواد دراسية تتعلق بأهداف محددة للتنمية المستدامة (مثلا الهدف 6: المياه النظيفة وتعزيز الصحة العامة؛ الهدف 13: الفعل المناخي). مع ذلك تدعو الحاجة للمزيد من التوجهات متعددة المجالات لهذا الغرض. لذا يتعين على الجامعات التقنية وكليات الهندسة أن تطور مناهج دراسية وتعدلها وتنفذها لبلورة ميدان معرفي هندسي جديد هو هندسة الأستدامة sustainability engineering.
2. يتعين على الأدارات الجامعية العليا تبني سياسات وتنفيذ أستراتيجيات تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة بحيث تستهدف تلك السياسات المساواة بين الجنسين والأدارة البيئية المناسبة داخل الحرم الجامعي والتخطيط لجامعة خالية من الكاربون والتعاون مع المجتمعات المحلية لتعزيز الأهداف المستدامة وتأسيس ثقافة للأستهلاك والأنتاج المسؤول وأتاحة الفرص أمام الأقليات والمواطنين من ذوي الأحتياجات الخاصة. كما ينبغي علينا أن نمتنع تماما من استخدام الوقود الأحفوري لأغراض التدفئة أو النقل حيث ينبغي أن تستخدم الجامعات المركبات الكهربائية. كما ينبغي تجديد سائر المباني الجامعية لتحقيق كفاءة عالية الطاقة. وعلينا أن نكون منتجين للطاقة بدلا من أن نكون مستهلكين لها. وعلينا جميعا أن نضع هدفا محددا نصب أعيننا: أن تصبح سائر الجامعات المنضوية في يوريكا – برو خالية من الكاربون!
3. نعيش جميعا في بيئة عالمية من النواحي الطبيعية والأقتصادية والثقافية والتكنولوجية. وتقتضي العولمة التعاون العالمي ليس بين الجامعات فحسب أنما بين المؤسسات والشركات والأعمال وكذلك الجماعات المحلية الوطنية والدولية على نطاق واسع. وبمقدور الجامعات في العالم المتقدم وفي أوربا على وجه الخصوص أن تساهم كثيرا من خلال توفير فرص التدريب وأتاحة المهارات المهنية للأقطار النامية من أجل مواجهة التحديات ذات العلاقة بأهداف التنمية المستدامة، منها على سبيل المثال الهدف 1: مواجهة الفقر؛ الهدف 2: محاربة الجوع؛ الهدف 16: السلام والعدالة والمؤسسة القوية. ويمكننا في هذا الشأن أن نجعل جامعاتنا في موقع الصدارة في التغيير العالمي اذا عملنا معا من مختلف البلدان والثقافات ومن مختلف الفروع المعرفية والقدرات.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=12302
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 24