عدنان معروف علامة
5 أيلول… بدء مجزرة المشروع المقاوم!
ضمن المهل التي حدّدها المبعوث الأمريكي، أصدرت السلطة اللبنانية ،قرار نزع السلاح في الخامس من آب، ثم أعقبته في الخامس من أيلول، بإصدار قرار الأحكام التنفيذية والتطبيقية ،بالمصادقة على خطة الجيش السرية ،لإعلان بدء “مجزرة السلاح” للمشروع المقاوم في لبنان، تمهيدًا للتطبيع والسلام مع إسرائيل وتثبيت ضم القرى الحدودية إلى إسرائيل الكبرى كمرحلة أولى، ستتبعها مرحلة ثانية تُنجز بضم جنوب الليطاني تنفيذا للمشروع الإسرائلي الذي يتقاطع مع أهداف السلطة السياسية اللبنانية.
بعد ساعات على إصدار القرار السياسي، ببدء الحرب على المشروع المقاوم، وصل قائد المنطقة الأمريكية الوسطى مع وفد عسكري، لوضع الخطط العملانية للبدء بنزع كل سلاح ،تكون عقيدته القتالية مقاومة إسرائيل، ولوضع خطط التنسيق بين القوات الدولية والجيش الإسرائيلي والسلطة اللبنانية ،بقيادة أمريكا لتنفيذ قرارات 5 آب و5 أيلول، والتي ستعتمد على التنفيذ البطيء والناعم ،دون اللجوء لمعارك كبرى أو صدامات عسكرية. حيث سيتم تنفيذ هذا الاتفاق وفقًا للتالي:
– العمل بموجبات وأحكام حالة “الطوارئ” دون الإعلان عنها ،لخداع المقاومة وعدم استفزاز أهلها، لأنها ستكون محصورة، بمناطق المقاومة وبأهلها ، دون الطوائف والأحزاب الأخرى.
– مداهمة كل معسكرات التدريب والإعداد، لكل الأحزاب اللبنانية التي لا تزال ضمن المشروع المقاوم، وإغلاقها ومصادرة محتوياتها.
– منع نقل الأسلحة ومصادرة أي شاحنة أو ذخيرة واعتقال المقاومين .
– مداهمة المكاتب الحزبية والشقق و البيوت ، لمصادرة الأسلحة الفردية، باعتبارها أسلحة تابعة للمقاومة.
– إعتبار كل حامل وناقل وحارس سلاح ، او يلبس لباسا عسكرياً،متمرّداً على القانون.
– منع أي وسيلة إعلامية من بث أو كتابة أي شيء عن المقاومة واتهامها بالتحريض ضد السلطة والتنمر عليها ومخالفة القرارات.
– مداهمة المؤسسات التربوية والصحية بحجة تخزين السلاح ،كما جرى اثناء الحرب واتهام احد المستشفيات بتخبئة الأموال للمقاومة .
– استباحة وتفتيش أي مكان ،بناء لمعلومات استخبارية أميركية وإسرائيلية عبر لجنة وقف النار.
إن الخطة الخبيثة والمخادعة التي تنفذها السلطة السياسية، بإشراف وتخطيط أمريكي تسير بنجاح، لكن ما يثير الإستغراب هو ترحيب قوى المقاومة بقرارات 5 أيلول وإعتبارها إنجازًا وتراجعًا للسلطة عن قراراتها السابقة.
والسؤال… إذا كانت قرارات 5 أيلول إيجابية وتمحو ما قبلها وبادرتم للتصفيق والترحيب بها ..
فلماذا انسحبتم من الجلسة التي كان يمكن أن تحسّنوا فيها بعض الشروط؟
إن الترحيب بقرارات 5 أيلول، يعتبر إعترافًا ضمنيًا، بقرار نزع السلاح والموافقة عليه مبدئياً، وحصر الخلاف، بالإعتراض على المدة الزمنية القصيرة … ، وهذا أمر خطير ومرفوض وبمثابة توقيع على بلاغ قرار الإعدام، ولا حق للثنائية، بالمصادقة عليه ،دون استشارة أهلها ،فليسوا رعايا أو أتباع ينفذون الأوامر!
إن الترحيب ،بقرارات السلطة والإنسحابات الشكلية، أثناء إصدارها وكتم أصوات الناس وإجهاض التحرك الشعبي في الشارع ،بالتزامن مع إهمال الحاجات المعيشية للمهجّرين والمُبعدين من قراهم والمدمرة بيوتهم، وتركهم على أرصفة الحاجة والفقر والنسيان، سيسهّل على أمريكا وأدواتها حصار المقاومة وخنقها ونزع سلاحها، دون تحصيل أي ثمن مقابل على المستوى المعنوي أو المادي أو تحرير الأرض أو حق العودة!
الخامس من أيلول، يوم اعلان الحرب الداخلية على المشروع المقاوم ،لتتكامل مع الحرب الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة، دون أن يتمكن المشروع المقاوم من مواجهة هذه الحرب ، بوجهيها الداخلي والخارجي،
بما يتناسب مع خطورتها، ليس بسبب نقص القدرات والحصار وعدم توازن القوى فقط ،بل بسبب التخبط وعدم إدارة المعركة بما يتناسب معها.
ولا زلنا نعيش حالة “إنفصام” بين الواقع والسلوكيات والأقوال، فواقعنا يسوء اكثر ،فالحصار يحيط بنا والقصف الإسرائيلي لم يتوقف ويتكاثر اهل الغدر من الحلفاء والأصدقاء وكذلك إبعادنا عن الشراكة في القرار السياسي وعدم عودة المهجرين وتأخر الإعمار، بالتزامن مع زيادة المديح لأنفسنا والتموضع في دائرة التهديد الذي بدأ يتلاشى مفعوله وتأثيره على الآخرين.
صحيحٌ.. أننا نعيش أوضاعًا يميل ميزان قوتها، لصالح أعدائنا، لكننا لم نخسر كل أوراق القوة، ولا زال لدينا الكثير منها التي تستطيع السلطة السياسية كبح جماح الخصوم والسلطة السياسية، ورد عدوانهم وكذلك تقليم أظافر المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
فلنبادر دون الخوف من الإنهزام… ولنجعل قتالنا وعملنا في سبيل الله،…وسيكون النصر لنا،يشكل حتمي ومؤكد ،كما وعدنا الله سبحانه وتعالى
|