مصعب محمد عبد النبي التميمي/باحث

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها تويتر، تحولاً جذرياً في طبيعة المشاركة السياسية وفي كيفية إنتاج وتداول المعلومات السياسية. لقد تجاوزت هذه المنصات دورها التقليدي كوسائل تواصلية أو ترفيهية لتصبح أدوات استراتيجية تُستخدم في الحملات الانتخابية، الحشد الجماهيري، ورصد اتجاهات الرأي العام، إلا أن توظيف بيانات هذه المنصات في صنع السياسات العامة لا يزال يواجه تحديات منهجية وأخلاقية وتقنية.

تُظهر الأدلة أن بيانات تويتر تمثل مصدراً غنياً لفهم التفاعلات السياسية الحية، إذ تتيح تتبّع حركة الخطاب العام، وتحديد الفاعلين المؤثرين، واستشراف ردود الأفعال الشعبية، لكنها في الوقت ذاته تتسم بطبيعة مؤقتة، وتخضع لتحيزات الخوارزميات، وتتأثر بسهولة بالحملات المنسّقة والمعلومات المضللة. كما أن استخدامها في البحوث والسياسات يتطلب أدوات تحليل متقدمة ومعايير دقيقة للتحقق من الموثوقية.

تهدف هذه الورقة إلى تحليل القيمة السياسية لبيانات وسائل التواصل الاجتماعي، مع تسليط الضوء على التحديات الملازمة لاستخدامها في المجال السياسي، وتقديم توصيات عملية لصنّاع القرار بما يساعدهم على الاستفادة من هذه البيانات بطريقة مسؤولة، مستنيرة وفعّالة، حيث تستند الورقة إلى مراجعة نقدية لمجموعة من الدراسات والنماذج التطبيقية، مركّزة على التجارب السياسية الحديثة، وخاصة في البيئات المتقلبة أو الاستبدادية، حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً تعويضياً في غياب الإعلام الحر.

تخلص الورقة إلى أن دمج أدوات تحليل بيانات تويتر ضمن منظومة صنع القرار السياسي ليس ترفاً معرفياً، بل ضرورة استراتيجية تمكّن الحكومات والجهات الفاعلة من مواكبة التحولات المتسارعة في الرأي العام والاستجابة بصورة أكثر شفافية لتطلعات المواطنين.

لقراءة المزيد اضغط هنا