
حسن العامري
من المعلوم أن هنالك تطلع امريكي من أجل إحداث تغيير عالمي جديد يخطط له الرئيس دونالد ترامب ، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه أن هبت الرياح باتجاهات معاكسة !!
أن الاحلام الترامبية تبددها معوقات على أرض الواقع فليس كل الاحلام قابلة للتحقيق ، ان العجز والديون الأمريكية التي تعدت ال٣٥٠ترليون دولار تقف بوجه طموحات الرئيس الأمريكي لينفرد بصدارة العالم لأن السياسة تخضع مرغمة أمام الاقتصاد ،وان كل الإرادات لابد خاضعة لإرادة من يدير الكون سبحانه وتعالى ،،
فمع وقوف الاقتصاد الأمريكي على حافة الهاوية ،تتمتع دول أخرى بالنمو الاقتصادي كالصين والهند ،وما الحصار الاقتصادي الأمريكي على إيران إلا محاولة لإيقاف عجلة التطور الإيراني وإيقاف التطور الصناعي المدني والعسكري الإيراني الجامح ..
لقد فشل ترامب في الكثير من احلامة وأولها الحيلولة دون إجراء المعاهدات الروسية الايرانية والوقوف بوجه المعاهدة الصينية الإيرانية الروسية !
والفشل في إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية والحصول على المعادن الثمينة والمواد الأولية الأوكرانية بسبب فشل مشروعه في فرض الرسوم الجمركية على اكثر من ٢٠٠دولة من دول العالم وأولها الاصدقاء مما تسبب في خسائر كبيرة لدول حلف شمال الأطلسي الناتو مما آثارها بوجة طموحاته وتأييدها للرئيس زيلنسكي ودعمها له ،
كما أن المشروع الامريكي هو إنهاء الحصار اليمني لمرور البواخر الإسرائيلية والأمريكية وغيرها المتوجهة إلى اسرائيل بعد أن فرض الجيش اليمني سيطرة غير محسوبة عندما عجزت حاملات الطائرات الأمريكية عن حماية نفسها من قوة الضربات اليمنية و اصطدم بقوة وبسالة الشعب اليمني البطل ،حتى أن القوات الأمريكي وحاملات الطائرات الحربية لم تأمن بوجودها في المنطقة مما دفعها الانسحاب ومغادرة المنطقة ،
والمبادرة لطلب التفاوض مع إيران لأن أي تصادم عسكري ستكون عواقبه وخيمة على الجانب الأمريكي الذي يقف على حافة الانهيار الاقتصادي ، كون ذلك التصادم سيمثل تهديدا خطيرا على المصالح الأمريكية في المنطقة ،
وكذلك تأثير التهديد الإيراني للدول الإقليمية التي ستنطلق من أراضيها القوات المعتدين بأنها ستكون اهداف لإيران مما دفع تلك الدول برفض تقديم التسهيلات للقوات الأمريكية ولم يتبقى أمام امريكا الا استخدام جزيرة ديبغو كارسيا الواقعة في المحيط الهندي والتي استأجرتها من بريطانيا وهي ايضا تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية المطورة وفي مرمى حاملات الطائرات والغواصات الإيرانية ..
هذا وان الخزين الأمريكي من الصواريخ التي خزنت لرع الصين وكذلك المخصصة لدعم اوكرانيا قد تم استهلاع مانسبته ال ٣٥،٪رمنها وهذا تعني تراجع مستوى الردع الامريكي للصين وفي حالة استنفاذها في حرب إيران والمنطقة فأن الصين ستنتصر عسكريا واقتصاديا وسياسيا وان الواقع الاقتصادي الأمريكي لن يتحمل كل تلك الانهيارات ،
وهنا نتلمس الطلب الأمريكي من النتن ياهو لإنهاء الحرب في غزة من أجل توقف الحرب في اليمن !
والتخلص من المأزق اليمني ..كما أن للعرض الإيراني بأستثمار أربعة مليارات دولار في إيران لها الأثر الكبير على شخص الرئيس الأمريكي الذي يعتبر رجل اعمال قبل أن يكون رجل سياسة ولانها تعتبر فرصة لن يفرط فيها ،في ظل الإتفاق الاستراتيجي الروسي الإيراني ،وتحويل إيران الى صديق مادام خطرة على امريكا غير مباشر وللتفرغ للصين التي تمثل قطب الصراع الاقتصادي الاقوى .
كما أن إنهاء الحرب في غزة بات أمرا ضروريا بعد ما حصل من صراعات في الداخل السياسي الاسرائيلي والانشقاقات في الجيش الاسرائيلي وكذلك الشعور الاسرائيلي بعدم الأمان مما دفع الكثيرين من الاسرائيليين من رفض التجنيد والمطالبة بوقف الحرب والاتفاق على إعادة المحتجزين والأسرى وكذلك الهجرة العكسية خارج فلسطين المحتلة .