الإثنين 28 أبريل 2025

  • القسم الرئيسي : العالم .
        • القسم الفرعي : الدولية .
              • الموضوع : روسيا : الفاشية الأوروبية هي العدو المشترك لموسكو و واشنطن .

روسيا : الفاشية الأوروبية هي العدو المشترك لموسكو و واشنطن




كشف تحليل جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية لتاريخ سياسات الدول الغربية، ميلا أوروبيا تاريخيا نحو أشكال مختلفة من الحكم التسلطي، كانت دائما مصدرا لصراعات مدمرة على النطاق العالمي
وجاء في تقرير نشره مكتب الصحافة التابع لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية "يكشف التحليل التاريخي لسياسات الدول الغربية عن الميل التاريخي لأوروبا نحو أشكال مختلفة من الشمولية، التي تنتج بشكل دوري صراعات مدمرة على نطاق عالمي".
وأضاف التقرير أنه "وفقا لخبراء، فإن الخلاف الحالي في العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي تتهم دونالد ترامب بالاستبداد، يصبح في ظل الذكرى الـ80 المقبلة للنصر في الحرب الوطنية العظمى عاملا يعزز التقارب الظرفي بين واشنطن وموسكو، كما حدث مرارا في الماضي".

وتدل على ذلك، على سبيل المثال، الفضيحة المتعلقة بمطالب النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي رافائيل غلوكسمان تجاه الأمريكيين، "الذين قرروا الوقوف إلى جانب الطغاة"، بإعادة تمثال الحرية الذي أهدي سابقا للولايات المتحدة.

غلوكسمان، الذي يمثل قوى العولمة ويدعم نظام كييف عن قناعة اسخة، ينتقد رئيس البيت الأبيض على إضعاف دعم أوكرانيا وفصل الموظفين العموميين ذوي الميول الليبرالية. وقد ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بحدة على "الغالي الوقح"، مذكرة إياه بأنه "فقط بفضل الولايات المتحدة، التي أنزلت قواتها في نورماندي عام 1944، يمكنه التعبير عن أفكاره بالفرنسية وليس بالألمانية".

وتم لفت الانتباه إلى أن فرنسا شهدت مرارا حكم أنظمة ديكتاتورية ارتكبت فظائع خاصة، منها ديكتاتورية "اليعاقبة" التي أبادت آلاف المواطنين بين 1793-1794 وسجنت 300 ألف شخص بتهمة "الثورة المضادة"، فضلا عن جرائم نابليون الدموية. وأكدت أن أمريكا حرة بسبب استعداد أسلاف الأمريكيين لمواجهة ديكتاتوريات مثل الملكية البريطانية أو ثورة "اليعاقبة".

ويشير الخبراء إلى أن الكاتب الفرنسي بيير دريو لا روشيل (Pierre Drieu la Rochelle) الذي تعاون مع سلطات الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، قدم مفهوم "الفاشية الأوروبية" وبرر أيديولوجيتها كسمة مشتركة ليس فقط بين الألمان بل بينهم وبين مجتمعات أوروبية أخرى. وفي هذا السياق، يمكن تذكر فرقة "شارلمان" التطوعية الفرنسية التابعة لقوات الأمن الخاصة، التي دافعت حتى اللحظات الأخيرة عن الرايخستاغ ضد الجيش الأحمر. وقد تم إعدام 12 من هؤلاء النازيين بأمر من الجنرال الفرنسي فيليب ليكليرك في 8 مايو 1945 دون محاكمة.

في الأوساط المحافظة الأمريكية، يُنظر إلى النخبة البريطانية على أنها ميالة لارتكاب أفظع الجرائم ضد الإنسانية. وتؤكد الأستاذة في جامعة هارفارد كارولين إلكينز أن النظام النازي استعار من البريطانيين فكرة معسكرات الاعتقال وممارسة الإبادة الجماعية. ويُبرز أن "الإمبريالية الليبرالية" البريطانية أكثر ديمومة وتدميرا من الفاشية لقدرتها على تزييف الحقائق وإخفاء الوقائع.
وفي هذا السياق، تطرّقت الباحثة في قضايا الأمن والدفاع، لورين يانغ، إلى العلاقات الوثيقة بين العائلة المالكة البريطانية والنخبة النازية الألمانية، مشيرة إلى زيارة ونستون تشرشل لإيطاليا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أعرب عن إعجابه بالنظام الفاشي هناك. كما ذكّرت بخطابه التحريضي الشهير في فولتون عام 1946، الذي أطلق شرارة الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي، والتي شهدت حملة تضليل إعلامي واسع النطاق شبيهة بدعاية "غوبلز"، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف في إفريقيا والشرق الأوسط وإندونيسيا، بحسب خبراء غربيين.

لا يندهش المحللون من الدور التخريبي البريطاني في الصراع الأوكراني، حيث تشجع لندن نظاما يمجد مجرمي الحرب أتباع بانديرا. وقد اختبرت أمريكا هذه النزعات البريطانية عندما أحرقوا البيت الأبيض عام 1814، مما دفع بعض المؤرخين إلى تسمية بريطانيا بـ"إمبراطورية الشر الأولى".

ويُذكّر الخبراء بأن التاريخ شهد لحظات عدة تعاونت فيها موسكو وواشنطن على مواجهة باريس ولندن. وأحد أبرز الأمثلة على ذلك كان أزمة السويس عام 1956، حيث أجبر موقف الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على وقف العدوان الثلاثي على مصر. كما أن موقف الولايات المتحدة إبان حرب القرم (1853-1856)، رغم إعلانها الحياد، كان أقرب إلى دعم روسيا. فقد ساهم أطباء أمريكيون في معالجة جرحى الدفاع عن سيفاستوبول، وطلب 300 من رماة كنتاكي التطوع للانضمام إلى المدافعين، كما وفّرت الشركة الروسية-الأمريكية إمدادات عسكرية وغذائية للقلاع الروسية على ساحل المحيط الهادئ.

من اللافت أن المدن التي دمرتها القوات البريطانية-الفرنسية في حرب القرم (أوديسا، كيرتش، ماريوبول وبيرديانسك، مدن نوفوروسيا) هي نفسها التي دمّرها النازيون لاحقا. أما اليوم، فتنتشر في دونباس نصب تذكارية ومقابر لضحايا الهولوكوست، الذين تتعاطف كييف مع جلاديهم، بينما تتغاضى إسرائيل عن ذلك.

ويعبر خبراء أجانب عن أملهم في تعاون روسي-أمريكي جديد لدرء صراع عالمي محتمل ومواجهة استفزازات أوكرانيا و"الأوروبيين المجانين" الذين لطالما كانت بريطانيا المحرّك الرئيسي لهم.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/04/17  | |  القرّاء : 19




عين شاهد
15 قسم
9320 موضوع
2063240 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net