
ماجد الشويلي…
ملفتة هي زيارة وزير الدفاع السعودي الى طهران .. فهل أدرك رأس المنظومة العربية أن أيران الشيعية هي أكثر موثوقية من عضو الناتو (تركيا السنية) ذات الاطماع العثمانية التوسعية ..؟
لعل ارهاصات التموضعات الاقليمية الجديدة شجعت السعودية على محاولة الدفع بايران لقبول العرض الامريكي ، والتوصل الى ابرام اتفاق نووي جديد ، يأخد بعين الاعتبار المستجدات التي طرأت على الساحة الاقليمية .
هذا الحراك صوب ايران لا يخفي التلويح للاسرائيليين بامكانية تمتين العلاقة مع طهران كردة فعل على رفضهم حل الدولتين في مقابل التطبيع وحصولهم على المفاعل النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة.
يبدو أن العرض السعودي بابرام اتفاقات أمنية مشتركة أخذ بالاعتبار تفادي الخطر اليمني عليها من جهة ومن جهة اخرى فإن من شأنها إرساء توازن عسكري وأمني موازن لتوسع النفوذ التركي في سوريا وقطر ، والساحل الافريقي الذي يشهد تراجعا في حضور القوى الاوربية.
من الواضح أن إيران لاتجد ضيرا في الانفتاح الامني على دول المنطقة ، بل لطالما دعت الى تشكيل قوة أمنية مشتركة لضمان الاستقرار فيها وتطمين دولها في حال انسحبت امريكا منها. الا أن ما تقدم لا ينفي احتمالية أن ما تقوم به السعودية هو مجرد مناورة لكسب الوقت،
ريثما تسفر مخاضات المرحلة الراهنة عن صيغة نهائية .
لا يستبعد أن تكون هذه الزيارة بدفع من ترامب لمحاولة استمالة ايران نحو المحور الغربي واغرائها بالمكتسبات الاقتصادية والاستثمارية الواعدة قطعا للطريق على الصين.
قد تحاول الرياض الدخول من الثغرة التي كشف عنها نائب وزير الخارجية الروسي (سيرجي ريابكوف ) بتصريحه ((أن روسيا ليست مضطرة لمساعدة إيران في حال وقوع أي هجوم عليها))
لتعرض على إيران البديل الذي يجنبها المواجهة مع الولايات المتحدة بدلا عن الحليف الذي يدخل الحرب الى جانبها .