واثق الجابري ||
من الطبيعي جدًّا أن تضع لك هدفاً، ومن النجاح أن تصل هدفك رغم كل المصاعب وتنجز فوقه، ولكن ليس من الطبيعي أن تستهدف من نقطة نجاحك، ومِن مَنْ يلامس الواقع ويتحدث خلافه.
وضعت الحكومة برنامجًا في أولويات، ومن بينها ملف الصحة، الذي نجح وكان هدف الاستهداف والتسقيط.
وضعت حكومة السوداني أولويات وإهتمامات عديدة، تتعلق بوزارات وخدمات، وكان للصحة إهتمام من جانب خدمي وأولوية على أثرها يُقاس نجاح الحكومة، وكان على الوزارة مسؤولية نجاح البرنامج الحكومي، وتحقيق ما وضعته لنفسها من سقوف عمل، وبذلك تجاوزت ما خططت له، وحققت للحكومة نجاحًا بخطواتها المتسارعة، ويمكن للمتابع بنظرة بسيطة؛ مقارنة ما أُنجز، بِكمْ من المواطنين المستفيدين من الخدمة ونوعيتها.
حققت وزارة الصحة خلال العامين 2023- 2024م، خدمات يستطيع القاريء تقويمها، فبلغ مراجعو المؤسسات الصحية ما يزيد على 115 مليون مراجع، وأكثر من 4.5 مليون راقدين في المستشفيات، و 45.5 مليون مراجع للمستشفيات، و 3.5 مليون مراجع للمراكز التخصصية، و 40 مليون لمراكز الصحة الأولية، و 5.7 مليون للعيادات الشعبية والضمان الصحي، و أكثر من 278.5 مليون فحص مختبري، و 29.2 مليون فحص تخصصي ساند، و أكثر من 2.9 مليون عملية جراحية، ومن خلال الأرقام يتضح حجم الخدمات خلال العامين، ومن المتوقع زيادتها بتسارع إفتتاح مستشفيات ومراكز جديدة.
إن ما قدمته وزارة الصحة خلال العامين، لا يتوقف على الخدمات في المستشفيات ومراكز الصحة الأولية، بل تعدى ذلك إلى افتتاح مستشفيات جديدة ومعالجة المشاريع المتلكئة، والتعاقد لبناء أخرى في الأقضية والنواحي، وتوطين الصناعة الدوائية والاعتماد على المنتج الوطني، والشروع ببرنامج الضمان الصحي، وإنهاء العمل بالإخلاء الطبي، بالتحول إلى تطوير القدرات العراقية بتهيئة المستلزمات، لإجراء العمليات داخل العراق، وبتكاليف أقل خدمةً للمواطن، وإستقدام خبرات أجنبية بتخصصات معينة، وشركات الخدمات الطبية ولأول مرة في العراق.
تأتي الهجمة على وزارة الصحة لدوافع متعددة، إلاّ أن أبرزها انتخابية، ومنها مَنْ استهدف نجاح برنامج الحكومة، أو الوزارة التي تميزت بأداء واجباتها بأكمل وجه، إلا أن تلك الاستهدافات تبقى واضحة المعالم ومكشوفة وتجاوز المواطن الوقوف عندها، لما يلمس من خدمات تناقض كل ما يُشاع، ويريد المواطن العراقي انتخابات تتنافس فيها القوى على أساس النجاحات والبرامج، ويمكن القول أن الحكومة نجحت في ملف الصحة، والوزارة أنجزت ما مطلوب منها وأكثر.
