الإثنين 28 أبريل 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : رُوّادُ الفكرِ الحُرِّ والإعلامِ المقاومِ .

رُوّادُ الفكرِ الحُرِّ والإعلامِ المقاومِ

 

 

 

 

✒️بقلم فواز عبده حسن الجنيد ابو هاشم

في زمنٍ انقلبت فيه المفاهيمُ، وتحوّلت فيه بعضُ الأقلامِ إلى أبواقٍ للاستعمارِ الناعم، انبرى من جبهةِ الكرامةِ صوتانِ لا يلينانِ تحتَ سطوةِ الزيف ولا تحتَ غبارِ الدعاية. 
السيّد عدنان عبدالله الجنيد من اليمن، والأستاذ نضال عيسى من لبنان، رجلانِ حملا الكلمة كالسيف، وجعلا من المقالِ جبهةً، ومن الحرفِ طلقةً، ومن الإعلامِ مقاومةً لا تقلّ شأنًا عن الميدان.

 السيّد عدنان عبدالله الجنيد... فكر مقاوم بصبغة إيمانية

السيّد عدنان عبدالله الجنيد، الكاتب والباحث السياسي اليمني، ليس كاتبًا عاديًّا، بل هو مؤسّسُ مدرسةٍ في التحليل المقاوم. 
تفيضُ مقالاته بروحٍ قرآنيةٍ عاصفة، وببصيرةٍ استراتيجيةٍ نافذة، يستنطق فيها التاريخ، ويستنير بالفكر الثوري للإمام الخميني، ويُسقطه على حاضرٍ تتقاذفه أمواج الاستكبار.
في مقاله: "يوم القدس العالمي: البُعدُ الاستراتيجي بين فكر الإمام الخميني وطوفان الأقصى وتجسيده باليمن"، يتحوّل يوم القدس من مجرد مناسبة، إلى منظومة وعي متكاملة، تتجلّى في طوفان الأقصى، وتتمثّل في موقف اليمن المُتقدِّم، حيث تتحوّل الكلمات إلى صواريخ، والمواقف إلى وقائع تُزلزل كيان العدو الصهيوني.

وفي مقاله: "يوم القدس العالمي.. وحدة الأمة الإسلامية"، يرسم الجنيد خارطة الأمة التي يجمعها الألم والمصير، والتي تتوحّد في يومٍ واحد، خلف بوصلتها الكبرى: القدس. وفي هذا النص، لا ترى فقط وحدة الشعوب، بل تلمح كيف يُحَوِّلُ الوعي المقاوم مناسبةً سنوية إلى منصةِ اشتباكٍ شامل مع الاستكبار العالمي.

أما في مقاله البليغ: "عصا النبي موسى تضربهم بالبحر الأحمر وبحار أخرى"، فإنه يُسقِطُ معجزةَ موسى على واقع المقاومة البحرية اليمنية، ليقول بملء الثقة: كما شُقّ البحرُ لعصا موسى، فإن بحرَ العرب والمندب والأحمر يُشقُّ اليوم لعصا اليمن المقاوم، التي تضرب السفن الصهيونية وتقطع شريان التمدد الأمريكي في المياه الدافئة.

وفي مقاله الفذ: "أبواب لن تنساها اليهود: بابًا يُفتح وبابًا يُغلق"، ينسج الجنيد لوحة رمزية بديعة: بابٌ فُتح: هو باب خيبر، الذي لا يزال صداه يطارد الوعي اليهودي منذ ضُرب بعليٍّ لا يُبارى، وبابٌ أُغلق: هو باب المندب، الذي أقفله اليمن على الكيان الصهيوني، ومنع عنه عبور الطغيان، وجعله خاضعًا لمعادلات الردع اليمنية.
في هذه المقالات، لا يُحلّل الجنيد الواقع كصحفي، بل يؤسّس وعيًا استراتيجيًّا، يُزعزع منظومة الهيمنة، ويعيد تشكيل الرأي العام في جبهة المقاوم

 الأستاذ نضال عيسى... إعلامي لا يُشترى

الأستاذ نضال عيسى، الإعلامي اللبناني، يشغل منصب نائب رئيس التحرير في موقع ومجلة "كواليس" اللبنانية، المعروفة بالتزامها بقضايا الأمة وحرية الشعوب. سُجن وعُذب في معتقل الخيام على يد العدو الصهيوني قبل تحرير الجنوب اللبناني في عام 2000، مما يعكس تاريخه النضالي.

يتميز بأسلوبه القوي والصادق في التعبير عن القضايا الإنسانية والوطنية، ويُعرف بمواقفه الثابتة ضد الطائفية والفساد. 
يُعتبر من الأصوات الإعلامية الحرة التي لا تُشترى ولا تُباع، ويُعرف بصدقه وشجاعته في قول الحق.
الأستاذ نضال عيسى، فهو الصوت الذي يشبه بيروت في عنفوانها، ويمزج بين الكلمة والطلقة، وبين التحليل الصارم والخطاب العاطفي العميق. في مقالاته وتحليلاته ضمن "مجلة كواليس"، تراه يُشخّص الواقع بدقّة الجراح، ويُبشّر بنصرٍ تحمله صواريخ غزة وصمود صنعاء، ويُعيد للقارئ العربي ثقته بأن "إسرائيل" إلى زوال، مهما حاول الإعلام الغربي تصويرها كدولةٍ لا تُهزم.

من السجن الى التحرر ،ومن الهجرة الى النصر

الاستاذ نضال عيسى عندما كان في السجن في بلدة الخيام سجن جسدا و روحه وفكره ظل خارج القضبان لن يسطيع العدوا سجنه بل ظل يعانق بلدات الجنوب ويقبل ترابها و زيتونها فكرا لا يساوم و لا يطاوع على الحرية بديل حتى اشرق فجر الحرية للارض والانسان  بل امتد الى ارض فلسطين المحتلة يتجول في اروقة القدس و شواطئ حيفا و يافا  الى العراق و اليمن و سوريا فكرا يحمل وهج الكلمات الملتهبة التي ماخمدت او انطفأت .
والسيد عدنان عبدالله الجنيد ،بفكره الشامخ شموخ جبل صبر في زمن الدنوا والانكسار جعل منه ثورة متقدة ارعبت الاعداء و في زمن تكالبت فيه ادوات النفاق هاجر الى صنعاء و بهجرته كان مفتاح للنصر حينما رافقت كلماته رصاصات المجاهدين في كل الجبهات و الصوريخ والمسيرات الى البحر و الى الارضي المحتلة ليكون ثنائي مكون من الكلمة الحرة و السلاح النوعي الذي اذل و ارعب الاعداء و على ارض فلسطين تلاقت افكار الكاتبين ليكونان جبهة اعلامية و فكر مقاوم يصدحان بالحق يناصران قضياء و هموم الامة يجعلان من اليأس و الخنوع مستحيل،


فكر يجمع لا يفرّق

يجتمع السيّد عدنان والأستاذ نضال على رؤية واحدة: أن الكلمة الحرة هي مقاومة، وأن الدفاع عن الإنسان والكرامة والعدالة هو واجب أخلاقي لا يقبل التفاوض. كلاهما يكتب من قلبه، ويحيا بما يؤمن به، ويجعل من مهنته منبرًا للحق، لا أداة ترويج

كلا الكاتبين، من صعدة إلى الضاحية، يُجيدان فنّ تحويل الكلمة إلى جبهة، والمقال إلى معركة، والفكرة إلى سلاح.
لقد ارتقوا بالكلمة إلى مقام المسؤولية، وجعلوا منها لسانًا للمقاومة، وسيفًا على رقاب الطغاة.

طوبى لكلمةٍ لا تُباع، ولقلمٍ لا ينكسر، ولأبطالٍ يُجاهدون بالكلمة كما يُجاهد المجاهدون بالبندقية.
وطوبى لهذين الرائدين: عدنان عبدالله الجنيد ونضال عيسى، أعلامُ الفكر الحر، وأقلامُ الإعلام المقاوم.

تحية تليق بمكانتهما

في الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع التحية لهذين الرجلين الكبيرين، اللذين ما خضعا ولا خانا، وبقيا على العهد، يحملان همّ الأمة، وينصران الحق بقلم مقاوم لا يعرف التراجع.
قد يغتال الجسد لكن لا تموت الفكرة،ولا تكسر الكلمة الصادقة


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/04/21  | |  القرّاء : 37




عين شاهد
15 قسم
9320 موضوع
2062925 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net