الإثنين 28 أبريل 2025

  • القسم الرئيسي : العراق .
        • القسم الفرعي : المحلية .
              • الموضوع : أدلة علمية وتاريخية: كيف تمكّن الإمام المهدي (ع) أن يعيش لقرون؟! .

أدلة علمية وتاريخية: كيف تمكّن الإمام المهدي (ع) أن يعيش لقرون؟!




: أدلة علمية وتاريخية: كيف تمكّن الإمام المهدي (ع) أن يعيش لقرون؟!

في حلقة نقاش ساخنة بين مجموعة من الطلاب، ارتفع صوت أحدهم معترضاً: "كيف يُعقل أن يعيش إنسان أكثر من ألف عام؟ هذا مخالف لكل القوانين الطبيعية!" ابتسم الأستاذ وقال: "دعونا نترك جانباً الانفعالات، ولنتأمل في إجابة هذا السؤال بمنهجية علمية وتاريخية، فقد يكون ما تظنه مستحيلاً هو في الحقيقة ممكن الوقوع بل وله نظائر عديدة."

تُعدّ مسألة طول عمر الإمام المهدي من أكثر التساؤلات إثارة حول العقيدة المهدوية عند الشيعة الاثني عشرية، وقد ركّز عليها المخالفون كثيراً معتبرين إياها نقطة ضعف في هذه العقيدة. ولكن عند التأمل في المصادر العلمية والتاريخية يتضح جلياً عدم صحة هذا الإشكال، ويمكن تناول ذلك من ثلاثة محاور أساسية:

أولاً: الإمكان الذاتي - لا استحالة عقلية

مما لا شك فيه عدم وجود استحالة ذاتية في بقاء الإنسان حياً لمدة طويلة، حيث إن الموت ليس فناءً وإنما هو انتقال للإنسان من عالم إلى آخر، ولا يتوقف ذلك على شيء إلا على مشيئة الله عز وجل كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾ (آل عمران: الآية 145).

فبالموت ينتقل العبد من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ حينما يشاء الله، وحيث إنه سبحانه وتعالى قادر على كلّ شيء، فلا يَعزّ عليه أن يطيل في عمر شخص ويؤجل انتقاله إلى البرزخ لسنين طالت أم قصرت. وخير شاهد على قدرة الله على ذلك ما نراه من طول العمر في الكائنات الحية الأخرى من حيوان ونبات، حتى أن بعض النباتات تصل أعمارها إلى آلاف السنين.

ثانياً: الإمكان العلمي - الخلود نظرية معاصرة

من الملاحظ أننا نجد البشرية منذ القدم عملت في تقديم حلول لإطالة حياة الإنسان، ولا يزال ذلك دافعاً أساسياً وراء المساعي العلمية عبر التاريخ وحتى عصرنا الحاضر. فنجد الجميع يتحدثون عن إمكان تطويل العمر أو ما تسمى بنظرية الخلود، وإن اختلفوا في الأسباب والأساليب.

وكلما تقدمت العلوم أكثر ازداد القائلون بهذه النظرية أكثر فأكثر، حتى أصبحت في عصرنا نظرية مقبولة لدى الكثير من ذوي الاختصاص. فإن العلم الحديث وبمختلف فروعه أوشك على التسليم بأنّ هناك عوامل مؤثّرة في طول العمر كالوراثة ونمط الحياة وغيرها، وما الشيخوخة إلا ظاهرة عَرَضية تحدث لأسباب إذا تجنبها الإنسان فإن ذلك يمكنه من العمر الطويل أضعاف ما هو عليه الآن.

ثالثاً: الواقع التاريخي - المعمرون عبر العصور

فمما شهد به التاريخ هو وجود المعمرين في مختلف الأمم والأقوام والطبقات البشرية والأدوار التاريخية، مما لا يدع مجالاً للاستغراب في حصول ذلك في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. وإليك فيما يلي بعض النماذج:

عند أهل الكتاب

فقد ذكر العهد القديم في سفر التكوين أسماء عديدة ممن عاش في الدنيا لفترات طويلة، منهم:

- متوشالخ ابن إدريس وهو والد لامك وجد نوح، وهو شخص مات وعمره 969 سنة، توفي فقط سبعة أيام قبل الطوفان العظيم، وقد ذكر اسمه في سفر التكوين (سفر التكوين: الإصحاح الخامس 27).

- جاريد: عاش 962 عاماً

- نوح: 950 عاماً

- آدم: 930 عاماً

- شيث: 912 عاماً

- قينان: 910 عاماً

- أنوش: 905 عاماً

- مهلائيل: 895 عاماً

- لامك: 777 عاماً

- أنس الله: 365 عاماً

عند المسلمين

وقد صرحت مصادر عديدة عند المسلمين بطول حياة البعض من البشر من أنبياء وغيرهم:

- نوح عليه السلام: حيث صرح القرآن الكريم بلبثه في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.

- الخضر عليه السلام: فقد ذهب جماعة من علماء أهل السنة إلى بقائه حياً، بل نسبه الإمام النووي إلى أكثر العلماء (تهذيب الأسماء واللغات ج1 ص176).

- إلياس عليه السلام: فقد صرح غير واحد بحياته منهم الإمام القرطبي في تفسيره بعد تصريحه بحياة الخضر عليه السلام (الجامع لأحكام القرآن ج11 ص29).

- سلمان الفارسي: حيث ذكر أصحاب السير أنه عاش ثلاثمائة وخمسين عاماً، حتى قال عنه ابن الأثير في أسد الغابة: "قال العباس بن يزيد: قال أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه. قال أبو نُعَيم: كان سلمان من المعمرين، يقال: إنه أدرك عيسى بن مريم" (أسد الغابة ج2 ص269).

كما ذكر الشيخ الصدوق أسماء عدة منهم في كتاب "كمال الدين"، والعلامة الكراجكي في رسالته الخاصة باسم "البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان"، والعلامة المجلسي في "بحار الأنوار" وغيرهم.

عند المؤرخين

وقد ذكرت كتب التاريخ جمعاً ممن أمدّ الله في عمره، فقد أورد المسعودي من ملوك عاد:

- عاد بن عوص الذي عاش 1200 عاماً

- شديد بن عاد 580 عاماً

- شداد بن عاد 900 عاماً

ومن ثمود:

- عابر 200 عاماً

- جندع 327 عاماً

ومن خزاعة:

- عمرو بن لحي 345 عاماً (مروج الذهب ج2 ص13 فما بعد)

ومن الهند:

- البرهمن الذي عاش 360 عاماً

ومن الصين:

- نسطرطاس 300 عاماً

- عوون 250 عاماً

- عيثنان 400 عاماً

ومن الفرس: > Mohammed: - كيومرث 1000 عاماً

- جمشيد 600 عاماً

- بيوراسب 1000 عاماً

- أفريدون 500 عاماً (مروج الذهب: ج1 ص93 فما بعد)

وعلى من أراد المزيد مراجعة "المعمّرون والوصايا" لأبي حاتم السجستاني و"الآثار الباقية" للبيروني وغيرها من الكتب المدونة في تاريخ الأمم.

وبعد كل ما تقدم، فهل يليق بذي لبّ أن يستنكر على الإمامية اعتقادهم بطول عمر إمامهم المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ويجعل ذلك مطعناً من مطاعنه على النظرية المهدوية عند الشيعة الاثني عشرية؟ 


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/04/25  | |  القرّاء : 31




عين شاهد
15 قسم
9316 موضوع
2061664 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net