
✍️ عدنان عبدالله الجنيد
(كاتب وباحث سياسي مناهض للاستكبار العالمي).
الحمدُ للهِ القائلِ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾
في فجرِ الثالث عشر من حزيران/يونيو 2025، ارتجَّت الأرضُ الفارسيةُ تحت نيرانِ غدرٍ صهيونيٍّ جبان، استهدفَ مناراتِ العلمِ والقيادةِ في قلبِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية، فارتقى عشرةٌ من كبارِ القادةِ والعلماءِ شهداءَ على طريقِ القدسِ، مجددينَ عهدَ الطوفانِ مع الأقصى، ورافعينَ رايةَ محورِ المقاومةِ من جديد، ولكن بدماءٍ أكثر وهجًا وقداسة.
لقد كان الهجومُ الصهيونيُّ واسعًا، مباغتًا، لكنه فاضحٌ لعجزِ الكيانِ المهزوزِ أمامَ عقولِ الفيزياء، وأمامَ عزائمِ القادةِ الذين أسّسوا معادلةَ الردعِ الإقليميّ منذ أربعةِ عقود.
حسين سلامي... قائد الحرس الذي زلزل الغطرسة:
اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، رجلُ الجبهاتِ والساحات، سليلُ معاركِ "كربلاء 5" و"والفجر"، والذي أسسَ جامعةَ القيادةِ والأركان، وأدارَ بوصلةَ الحربِ النفسيةِ والعسكريةِ تجاهَ أمريكا والكيانِ الصهيوني... ارتقى شهيدًا كما عاش مقاتلًا، حارسًا للجمهوريةِ، وشاهدًا على ولادةِ الطوفان الثالث.
محمد باقري... هندسةُ العقيدةِ والعسكرية:
اللواء محمد حسين باقري، رئيسُ هيئة أركان القوات المسلحة، شقيقُ الشهيد حسن باقري، وحارسُ أسرارِ الجغرافيا السياسية للجمهورية، بَنَى خطوطَ الدفاعِ والهجومِ على حدودِ إيران، ودوّنَ في جبالِ كردستان صفحاتٍ لا تُنسى من التصدي. اغتالوه لأنه كان يُهندسُ خريطةَ الردّ القادم على أرضِ فلسطين.
أمير علي حاجي زاده... أيقونةُ الجوّ الفضائي:
الشهيد العميد حاجي زاده، قائدُ القوة الجوفضائية للحرس الثوري، صاحبُ اليدِ الصاروخيةِ التي أذلّت حاملاتِ الطائرات الأمريكية، وأرعبت الباتريوتات الخليجية.
كان صانعَ الردعِ الباليستيّ ومُبتكرَ هندسةِ الإغراق من السماء.
استُهدِف لأنه طوّع السماءَ للمقاومة.
غلام علي رشيد... قلبُ الميدانِ النابض:
اللواء غلام علي رشيد، رجلُ معاركِ الفاو والخيبر، ومؤسسُ قيادةِ "خاتم الأنبياء"، ترجلَ من الميدانِ مباشرةً إلى السماء، بعد أن أتمّ مهمته كقائدٍ مركزيٍّ للعمليات، وكعقلٍ عسكريٍّ يُقارعُ أعتى الجنرالاتِ الصهاينة.
فريدون عباسي... عقلُ الفيزياءِ النووية:
العالِمُ فريدون عباسي دوائي، خريجُ جامعةِ "الشهيد بهشتي"، ورئيسُ منظمة الطاقة الذرية الأسبق، مهندسُ التخصيبِ العلمي، والنائبُ البرلمانيّ، والناجي من محاولة اغتيالٍ إسرائيلية سابقة.
اغتالوه لأنهم يخافون من الذرة عندما تسكنها الكرامةُ.
محمد مهدي طهرانجي... "سردارُ ميدانِ العلم":
العالِمُ محمد مهدي طهرانجي، مجاهدُ المختبراتِ والجامعات، حاصلٌ على الدكتوراه من موسكو، ومؤسسُ معاهدِ البصريات والليزر، عالِمٌ وفيلسوفٌ وصاحبُ 150 ورقة علمية و8 اختراعات، كان عقله وحده يُساوي جيشًا.
صعد إلى الخلودِ بعد أن رسمَ خارطةَ "الحوسبة الكمية" المقاومة.
داوود شيخيان... رادارُ الدفاعِ الثوري:
اللواء داوود شيخيان، القائدُ الجويُّ الذي رسمَ معالمَ الدفاع الجويّ الإيرانيّ الحديث، وصاحبُ البصمةِ الإستراتيجيةِ في تطويرِ شبكاتِ الدفاع ضد الطائرات المسيّرة والصواريخ الذكية.
كان سندًا لحاجي زاده، ورفيقًا لروحِ قاسم سليماني.
أحمد رضا ذو الفقاري... مجهرُ الثورةِ العلمية:
العالِمُ ذو الفقاري، عضوُ هيئة التدريس في جامعةِ "الشهيد بهشتي"، ومديرُ مجلة التكنولوجيا النووية، رجلُ البحوثِ والمختبرات، مؤمنٌ بأن "العِلمَ يجب أن يُقاتلَ"، ولهذا جعلوه هدفًا للصواريخِ الصهيونية.
أمير حسين فقيهي... عرّابُ أبحاثِ الطاقة:
العالِمُ فقيهي، قائدُ معهد أبحاثِ العلومِ والتكنولوجيا النووية، صاحبُ البصيرةِ البحثية، والإشرافِ الإستراتيجي على البرامجِ المتقدمة، كان يخترقُ الضبابَ العلميّ نحوَ شمسِ السيادةِ الذرية.
عبد الحميد مينوتشهر... محرّرُ التقنيةِ من التبعية:
العالِمُ مينوتشهر، رئيسُ تحريرِ المجلةِ الفصلية للطاقة النووية، الباحثُ في غلاف الوقود، والتياراتِ الدوامية، والاختبارات غير الإتلافية... كان صوته عميقًا في المؤتمرات، وعينهُ على استقلاليةِ المعرفة.
الوعدُ الصادقُ 3: الردُّ الآتي لا محالة:
لقد أعلنَ الإمامُ الخامنئي أن خلفاءَ هؤلاءِ الشهداءِ سيواصلون المسيرة، لكنّ الكيانَ الصهيونيّ الذي قصفَ العلماءَ سيشهدُ قريبًا ما لم يخطرْ له على بال.
إنّ عمليةَ "الوعد الصادق 3" ليست مجرّد اسم، بل وعدٌ إلهيٌّ تُباركهُ دماءُ القادةِ، وتشتعلُ من أجلهِ صواريخُ السماءِ، وقلوبُ المقاومين.
من طهران إلى غزّة، ومن دزفول إلى الضاحية، ومن قلبِ طهران إلى شعاعِ صنعاء... الطوفانُ يتكامل، والشهداءُ يرسمونَ الطريقَ نحو القدس.
"الوعدُ الصادقُ ٣"... حين نطقتْ السماءُ بالفارسيةِ فأُخرِسَ الكيانُ الصهيونيّ!
وها هي الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ، كما وعدت، نفّذت "الوعدَ الصادقَ ٣"، عمليةً عسكريةً فارقةً هزّتْ عمقَ الكيانِ الصهيونيّ، وجعلت مستوطناتِه ومطاراتِه وقواعدَه تُرتجفُ من صواريخِ الحقيقةِ الآتيةِ من الشرق.
لم يكن الردُّ ثأرًا، بل تأديبًا، ولم يكن عشوائيًا، بل رسالةً دقيقةً بخطِّ دماءِ الشهداءِ العشرة: أن لا سقفَ للردّ حين تُستباحُ قدسيّةُ القادةِ والعلماءِ.
لقد بدأتْ إيرانُ معركتَها بلغةِ النارِ والمواقفِ الكبرى، تؤدِّبُ العدوَّ على غطرسته، وتعلنُ أن زمنَ الاغتيالِ من دون حسابٍ قد انتهى، وأنّ كلَّ قطرةِ دمٍ زكيٍّ تُزهَقُ… تُعيدُ رسمَ الجغرافيا والسيادةِ والمعادلة.
عهدُ شعبِ الإيمانِ والحكمة:
ومن يمنِ الأنصارِ، ومن بين جبالِ الإيمانِ والحكمة، نبعثُ عهدَ المجاهدين إلى رفاقِ دربهم الشهداءِ العظام:
إنّا معكم في الخندقِ، وفي المعركةِ، وفي الوعدِ، وإنّا على يقينٍ أنّ دماءَ العشرةِ الأطهارِ، الممزوجةَ بروحِ سليماني وفكرِ قاسم وأحلامِ فلسطين، ستكون مِعراجًا إلى القدس، وزلزالًا يهدمُ بُنيانَ تل أبيب.
سلامٌ على شهداءِ الطوفانِ الفارسيّ...
سلامٌ على "الوعدِ الصادقِ" إذ بدأ...
وسلامٌ على محورِ لا يُهزَم، لأنه بُنيَ من جراحٍ لا تنكسر.