
✍مانع الزاملي ||
زيارة الأربعين هي إحدى أكبر المناسبات الدينية في العالم، يحييها المسلمون، وخاصة أتباع المذهب الشيعي، لإحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) في معركة كربلاء سنة 61 هـ.
تمثل هذه الزيارة رمزًا للوفاء والولاء لقيم الإمام الحسين، الذي ضحى بنفسه دفاعًا عن مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية وهي تجسيدا عمليا لقول الإمام الصادق (ع): “أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا”،
وزيارة الاربعين ومسيرة الاربعين التي اصطلح العامة على تسميتها ( المشاية ) هي تظاهرة دينية سياسية عبادية يؤكدفيها محبي اهل البيت تمسكهم بنهج الاصلاح والتغيير لكل فساد ،
اضافة لذلك هي تحقق قوة وشوكة الشيعة من خلال تمسكهم بوصايا أئمتهم عليهم صلوات اللهً وسلامه ، فالمشي وتحمل المشقة مواساة للحسين وعائلته من الشعائر المستحبة لكنها تعكس تمسكا عمليا لنهج اهل البيت ،
وهناك اقوام ودول تمارس شعائر لأحياء مناسبات عديدة وطنية ودينية تجري ، وقلت ذات مرة واكرر الان ؛نحن الشيعة لسنا ملزمين ان نبرر او نوضح لغيرنا ما نقوم به ونلتمس الحجج والاعذار !
فالامام امامنا ونعلم موقعه ونسبه وقيمته لذلك نتصرف وفق قناعاتنا الايمانية دون الالتفات لناعق نعق!
شعائرنا في كل مناسبة هي التي ابقت مذهب التشيع عظيما حيا تهواه قلوب حتى غير المسلمين ! وكثيرون ينتقدون لان مشاريعهم تقتضي ان نكون غافلين لكي يفرقون شملنا !
ورصدوا لتسفيه شعائرنا المليارات لكي يجعلوا الشباب بعيدون عن نهج الحسين ع !
لكن عندما يأتي موسم المشي والزيارة نرى الملايين من الشباب وهم ينطلقون من ابعد نقطة في العراق صوب مدينة المعشوق !
تجسيدا لقول رسول الله (احب الله من احب حسينا ) ( وحسين مني وانا من حسين ) ويقيني ان احياء ذكرى الحسين تدخل السرور على قلب رسول الله وعترته الطاهرة حيث يباهي الامم بهذا النهج الحسيني الذي يجعل الامة مهابة الجانب مستعدة للتضحية في وقت اشتدت به التحديات وزادت به المحن!احياء ذكرى الاربعين نهج ثوري تفوح منه روائح الالتزام بشريعة الاسلام ،
الحسين عبد من عبيد الله اخلص عبوديته وقدم كل شي في سبيل الله سبحانه ، وعندما نمشي نتقرب لله في تخليد ذكرى شهادة عباده المخلصين ، ونتقرب الى الله بمواساتنا للنبي لكي يغفر الله لنا خطايانا وذنوبنا !
وان قال قائل ان البعض من الذين يمشون لا يلتزمون بالشرع فليس هذا عجبا فقد ارتكبوا البعض ذنوبا ومعاصي مع وجود رسول الله وجبرائيل يخبر النبي بالاحكام التي تناسب تلك المعاصي فلا تثريب على البعض فالله غفور رحيم ودموع الشوق التي تذرف حبا ومواساة للزهراء وابيها تمحوا كل خطيئة ومن كرامة ابي عبدالله ان الدعاء مقبول تحت قبته
رزقنا الله حب الحسين وشفاعة الحسين بحق جد الحسين وامه وابيه والتسعة المعصومين من ابناءه الاخيار
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته