الأربعاء 24 سبتمبر 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : يا شيخ سلطان تعز قريبة من البحر الأحمر. ويا أحمد حامد خلي الدكان مفتوح .

يا شيخ سلطان تعز قريبة من البحر الأحمر. ويا أحمد حامد خلي الدكان مفتوح


 

 

 

 

 

عدنان عبدالله الجنيد.

في عالم متشابك التفاصيل، حيث تتقاطع حياة الناس وأحلامهم بين الحاضر والمستقبل، نجد في عبارتين بسيطتين مفتاحًا لفهم شخصيتين وموقفين مختلفين، كل منهما يحمل في طياته حكمة تعكس واقعًا اجتماعيًا وإنسانيًا.
يا شيخ سلطان، تعز قريبة من البحر الأحمر، كأنك تذكرنا بأنّ الموقع الجغرافي ليس فقط مكانًا على الخريطة، بل هو جسر يمتد بين الثقافات، والتاريخ، والاقتصاد.
 تعز، هذه المدينة التي تحتضن الجبال وتطل على شواطئ البحر الأحمر، تجمع في مكانها بين صلابة الجبال وروح البحر الواسعة، فهي قريبة لكن ليست مجرد قُربٍ جغرافي، بل قُرب ارتباط بالبحر، بأسراره، وبالمسارات التي تحمل الرياح حكايات الشعوب.
 شيخ سلطان هنا رمز للرؤية الثاقبة، للوعي بالمكان وأهميته، وللحرص على استثمار هذه القربى في تعزيز الترابط بين الناس والطبيعة.
أما يا أحمد حامد، خلي الدكان مفتوح، فهي نداء للثبات والاستمرارية، رغم كل المتغيرات.
 الدكان المفتوح ليس مجرد متجر، بل هو رمز للحياة اليومية، للعمل الدؤوب، وللحفاظ على استمرارية العيش وسط الفوضى والتحديات. 
أحمد حامد يجسد صمود الإنسان البسيط الذي يتحمل مسؤولياته رغم كل الصعوبات، وهو من يفتح دكانه صباح كل يوم ليخدم مجتمعه ويصنع لقمة عيشه.
 إنه صوت الوعي العملي الذي يربط بين البساطة والعظمة، بين التفاصيل الصغيرة التي تشكل الحياة اليومية وبين أكبر التحديات التي تحيط بالإنسان.
لكن ما حدث يُظهر ما بين السطور من تغيرات وصراعات داخلية. 
فقد أغلق أحمد حامد الدكان، فتوقفت عجلة الحياة اليومية، وأصبح النور في المحل خافتًا، كأنه انعكاس لما أصاب الروح من تعب أو خوف أو تردد.
 وبينما أغلق الدكان، خرج الشيخ سلطان على الإطار، يتجاوز حدود الأُطر المعروفة، كأنه يرفض الركون إلى الحدود المرسومة، يبحث عن فضاء أرحب، وربما عن فرص جديدة، أو عن تجاوز واقع ضيق يعانقه الجميع.
ومع ذلك، فإنّ العلاج الحقيقي لا يكمن في غلق الدكان، ولا في الخروج عن الإطار، بل في الولاء والتسليم الحقيقيين، في الانتماء العميق الذي يربطنا بفلسطين قلبًا وقالبًا، وفي مناصرتها بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة. لا يكفي أن نغلق أبوابنا أو نغير مواقفنا، بل علينا أن نفتح قلوبنا وأفعالنا، ونكون يدًا واحدة تنصر القضية وتؤازر الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم.
فلسطين بعيدة، لكنها ليست بعيدة كالقول "صنعاء بعيدة"، فالرياض أقرب  وقربها الحقيقي هو في قلوبنا التي تنبض بالولاء والتضحية، لا في المسافات الجغرافية. 
فالقضية ليست مكانًا على الخريطة، بل هي رابط إيماني وأخلاقي يجب أن يكون في مقدمة أولوياتنا.
وهكذا، نجد في دعوة الشيخ سلطان وأحمد حامد درسين: الأول هو أن نعي أهمية موقعنا ومسؤوليتنا، والثاني هو أن نتمسك بثباتنا في الحياة اليومية، وألا نغلق الدكان مهما كانت الظروف، لأن في استمرارنا حياة للمقاومة، وفي ولائنا للقضية نبض لقلب الأمة.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/08/08  | |  القرّاء : 82




عين شاهد
15 قسم
11443 موضوع
3616871 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net