
كتب / باقر الزيدي ...
في كل يوم تصدر تقارير جديدة تتحدث عن أزمة المياه في العراق وسط غياب تام لأي حلول من قبل الجهات المسؤولة.
أزمة المياه في العراق دخلت في نقطة اللاعودة ويجب أن يعي الجميع أننا أمام خطر وجودي يهدد الأمن القومي العراقي ويهدد بزوال دولة كاملة.
أزمة المياه ضربت دول مجاورة مثل إيران وتركيا وحكومات هذه البلدان اتخذت خطوات سريعة للتعامل مع الأزمة وقامت بحملات ترشيد وإيجاد حلول بديلة رغم أن هذه دول منبع وليست دول مصب مثل العراق مما يضعنا أمام خطر أكبر.
موقع "غرين بروفيت" المتخصص بالحلول المستدامة لقضايا العالم أكد في تقرير له أن مجتمعات كاملة قد تختفي في العراق وبعض الدول بسبب أزمة المياه وأن سبب زوال الحضارات السابقة كان نقص المياه.
ورغم أن سكان الريف هم أكثر ضررا في الوقت الحالي إلا أن الأزمة سوف تشمل الجميع بدون استثناء.
موجات النزوح سوف تزداد خلال الفترة القادمة ومحافظة ميسان على سبيل المثال شهدت ارتحال حوالي 1600 إنسان من أطراف الأرياف إلى بعض الأقضية والنواحي أو إلى مركز المحافظة.
هجرة الفلاحين ومربي المواشي تعني أن هناك أزمة غذاء ستكون مع أزمة المياه حيث ستقل المساحات المزروعة وحسب الاستطلاعات فإن إنتاجية القمح والشعير ستتراجع بمقدار النصف بحلول العام 2050 في وقت سيكون سكان العراق قد تجاوز 80 مليون نسمة.
لا بد أن تتحرك الحكومة بشكل عاجل وفوري على جميع الحلول التي أصبحت معروفة للجميع ويجب أن يكون ملف المياه هو الأولوية لأن إهمال هذا الملف يعني أن العراق لاسامح الله سوف يدخل في طريق الزوال.