
حسن كريم الراضي
لذلك نقول لكم ان ذلك لن يعود مرة أخرى وأن المعادلة الظالمة دونها الرقاب وبحار من دماء أعبروها لتصلوا لما تريدون .... اما هؤلاء الذين هُجروا من ديارهم بغير ذنب الا أن قالوا ان عليا بن أبي طالب أمير المؤمنين فهم يسكنون بغداد قبلكم بقرون عديدة عندما فتحنا اعيننا فوجدنا الكرد الفيليه هم من يملك السوق فهو التاجر والسائق والميكانيكي وهو الصائغ والنساج والدباغ والسراج عندما كان البعض لا يفقه من الدنيا غير الناقة يعيش لأجلها ويقضي العمر يبحث لها عن عشب تأكله وهو يقتات على الضب والجربوع.. أنه الأسد الفيلي الذي كانت بغداد ملكا له عندما كانت الفتوة محصورة بهم لما يملكون من قوة وبأس شديد . وهو الجار الطيب (ابو فايق) الذي انتهى حسن الجوار عنده فاصدر الطاغية قرار بترحيله فرفض أبي ان يشتري داره اكراما له . انهم جمال حي الأكراد شرق القناة وهم نكهة بغداد في الصدرية وقنبر علي والكفاح وجميلة وشارع فلسطين . عمروا بغداد وزادوها ألقاً فمن ذا الاحمق الذي يفكر أن يهجرهم مرة اخرى من بلادهم ؟ فما فات فات ولن يعود وما ذلك ألا أضغاث احلام وأماني ضالة بأن يعود الجلف المكّفر الصلف لحكم أرض السواد .. فالفيلية ملح بغداد وهي لن تفارق ملحها لتصبح بلا نكهة ولا ذوق ولا صدرية ولا فرج الله او الكفاح ..