
تتواصل فصول قضية اعتقال خمسة شبان عراقيين في المملكة العربية السعودية منذ ما يقارب العام وسط تصاعد الغضب الشعبي من عجز الدبلوماسية العراقية وفشلها في حماية مواطنيها الشبان الذين تم توقيفهم أثناء أداء مناسك العمرة بينهم طالب في كلية طب الأسنان ما زالوا يواجهون مصيرًا مجهولًا بينما تتعالى أصوات ذويهم في الشارع العراقي مطالبةً بالإفراج عنهم
ورغم أن الملف تحوّل إلى قضية رأي عام فإن السفارة العراقية في الرياض بقيت صامتة وهو ما اعتبره مراقبون “تقاعسًا متعمدًا” و”إخفاقًا كارثيًا” للسفير العراقي في أداء واجبه الأساسي بحماية مواطنيه.
نواب وسياسيون وجّهوا انتقادات لاذعة للسفير العراقي في السعودية، مؤكدين أنه لم يمارس أي ضغوط جدية على السلطات السعودية، ولم يقدّم للرأي العام توضيحات شفافة بشأن مصير المعتقلين وبحسب محللين فإن ضعف تحرك السفير جعل الملف يتفاقم وأفقد العراق هيبته الدبلوماسية في واحدة من أهم العواصم العربية
“لا يعقل أن يبقى خمسة شباب عراقيين رهن الاعتقال دون تهمة واضحة فيما السفير العراقي في الرياض يتفرج بصمت”، هكذا عبّر أحد المحتجين خلال تظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد، حيث رُفعت لافتات تندد بـ”تقصير السفارة” وتطالب بإقالة السفير فورًا
قضية الشبان الخمسة لم تعد قضية أفراد بل تحولت إلى امتحان قاسٍ للدبلوماسية العراقية التي فشلت في الرياض وإذا لم تتحرك وزارة الخارجية لإعادة تقييم ممثلها هناك فإن الثمن لن يكون سياسيًا فقط بل إنسانيًا وأخلاقيًا أيضًا