
اعتبر رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، أن الانتخابات المقبلة تشبه انتخابات العام 2005 التي أسست للديمقراطية العراقية، وهو تصريح يتجاوز حدود الوصف ليحمل استعارة سياسية تقول إن العراق يقف مجدداً عند بوابة التأسيس، حيث تتقاطع المخاطر بالآمال، وحيث يغدو الصندوق الانتخابي مرآة تعكس ملامح الدولة التي يريدها أبناؤها.
ويكشف هذا التشبيه أن الحكيم أراد استحضار لحظة 2005 بكل ما حملته من زخم وألم ورجاء، ليوحي بأن القادم ليس إجراءً عادياً، بل امتحان وطني يعادل ميلاد التجربة الديمقراطية ذاتها، وكأنما أراد القول إن أي استرخاء أو عبث في هذه اللحظة قد يقود إلى ضياع الفرصة التاريخية الثانية.
ويعكس استدعاء تلك اللحظة التأسيسية إدراكاً أن التحديات الحالية، وإن اختلفت في ظاهرها، لا تقل خطورة في جوهرها: فساد يريد نخر جسد الدولة، انقسام يهدد نسيجها، وضغوط خارجية تحاول نزع قرارها.
ويغدو حديث الحكيم عن 2005 مرآة سياسية وبلاغية، تحيل الماضي إلى الحاضر وتضع الحاضر في محكمة التاريخ.
وتفيد تحليلات أن الحكيم، من خلال هذه البلاغة الاستباقية، يسعى لتذكير الطبقة السياسية بأن الديمقراطية ليست نصوصاً محفوظة في الدستور، بل إرادة شعبية تحتاج إلى من يضخ فيها الروح كلما خبت، وأن الانتخابات المقبلة إما أن تكون لحظة بعث جديد، أو لحظة انكشاف لمآزق الدولة وارتباك مشروعها.