الأربعاء 24 سبتمبر 2025

  • القسم الرئيسي : العراق .
        • القسم الفرعي : دراسات و بحوث .
              • الموضوع : أثر الخلافات الأسرية على الفرد والمجتمع وتطرفه .

أثر الخلافات الأسرية على الفرد والمجتمع وتطرفه




بان كاظم سلمان

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

الملخص:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آل بيته الطاهرين. 
وبعد...
من المشهور أنّ الدراسات الأسرية عادة ما تدرس ضمن تفصيلات علم الاجتماع وعلم النفس، وقلة من يستعرض دراسة الموضوع الأسري وتأثيره السلبي على الفكر الإسلامي لبني البشر، وعليه فأنّ البحث الموسوم بـ(أثر الخلافات الأسرية على الفرد والمجتمع وأثره على تطرف المجتمع) فإنّي سأتطرق في المبحث الأول مفاهيم العنوان في اللغة والاصطلاح وبعض التفصيلات المتعلقة ببيان العنوان...
    وجاء المبحث الثاني في دراسة أثر الخلافات على الفرد والمجتمع في مطلبين وخصصت هذا المبحث لبيان آثار الطلاق على الفرد نفسه رجلا كان أو امرأة 
ويعد هذ البحث من المسائل التي فيه لكونه من قضايا العصر التي شغلت الفكر العربيالإسلامي، والغربي بمختلف اتجاهاته، ولأنه موضوع أوقد فتيل الجدال بينالخطابين الديني والتجديدي، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة معرفة قضاياه الجوهرية، والخروج بتصور لها يسهم في دعم الاتجاه السديد، كما لهذا الموضوع هو مكانة ساميةفي دراسة للمرأة وللأسرة، ومن ثم بيان مقدار ما أعز الإسلام به المرأة، والتي لم تحظ بها في أي قانون وضعي، أو شريعة دينية أخرى...
 
 
 
 
المبحث الأول: مفاهيم البحث:
أولا: الخلافات بين اللغة والاصطلاح:
الخلافات لغةً:
      فقد تعددت الدلالات اللغوية لمصطلح «الخلافات» في المعاجم اللغوية، وكلها تتضمن معنى مادة (خلف) وتقترب منها، ومن بين ذلك ما ذكره «ابن منظور» في «لسان العرب» أنّه: " مصدر من خالف، كما أنّ الاختلاف مصدر اختلف، ومن ذلك فالخلاف هو: المضادة، وقد خالفه مخالفة وخلافا، وتخالف الأمران، واختلف أي: لم يتفقا، وكل ما لم يتساو، فقد تخالف واختلف، ومن ذلك نجد قول الله تعالى: وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُ ﴾[الأنعام:141]()، ذكر صاحب «بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» الاختلاف والمخالفة:" أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر في حاله أوفعله، ومن ذلك ذكر أن الخلاف أعم من الضد، وذلك لأن كل ضدين مختلفان وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضيالتنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، فقد قال تعالى: «فاختلف الأحزاب من بينهم....»، [مريم:37]، ومنه كذلك قوله تعالى: ( وإنّ الذين اختلفوا في الكتاب شقاق بعيد ، [البقرة: 176]، وكذلك قيل: أتوا فيه بشيء خلاف ما أنزل الله، وكذلك قوله تعالى: «.....لاختلفتم في الميعاد»، [الأنفال:٤٢]، وذلك من الخلاف أو من الخلف().
وقد ذكر «الجرجاني» في «التعريفات» أن الخلاف:" نازعة تجري بين المتعارضين
لتحقيق حق أو لإبطال باطل" ().
كذلك وقد ذكر «ابن حزم» في «الإحكام في أصول الأحكام» أن الخلاف هو:"
التنازع في أي شيء كان، وهو أن يأخذ الإنسان في مسالك من القول أو العقل
ويأخذ غيره في مسلك آخر"().
وإذا نظرنا إلى مفهوم الخلاف عند الجرجاني نجد أنه خصه في الأمور التي يقع
فيها الحق والباطل، فلزم الخلاف التعارض والاختلاف بين شيئين لإبطال باطل أو
إحقاق حق معلوم، أما الخلاف عند ابن حزم فنرى أنّه خصّ الخلاف بالمنازعة بين
شيئين في كل الأمور.
ممّا تقدم أنّ معنى الخلافات في اللغة تتوزع بين الدلالات الآتية: (التضاد-التعارض-المخالفة-الاختلاف، والتناقض...)
الخلافات اصطلاحًا:
الخلافات الأسرية هي:" تلك الصراعات بين الزوجين، نتيجة لعدم التقارب في سمات الشخصية أو بسبب الضغوط الاقتصادية والضغوط الخارجية التي تقع على أحد الزوجين، ما يترتب عليه عدم إشباع بعض الحاجات النفسية والجسمي والتيتؤدي إلى اضطراب العلاقة الزوجية"().
كذلك تُعرف الخلافات الأسرية بأنها عبارة عن نقص في إشباع حاجات أحد الزوجين، مما يؤدي إلى أنماط من السلوك الذي يخالف حاجات ارتباطاتالأسرة في واقعها().
ومن ذلك لا يختلف المعنى الشرعي للخلاف، أو الخلافات عن المعنى اللغوي، إلّا أن الخلاف مقصور على الاختلاف في المسائل الشرعية، فالعلاقة بين المعنيين هي علاقة عموم وخصوص مطلق، ذلك أن علماء الشريعة يطلقون الخلاف سبق وأن تناولت الكثير من الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا الجانب مفهوم الأسرة لغة واصطلاحا، ومع ذلك أرغب في إضافة وتوضيح أنّ لفظ الأسرة لم يرد ذكره في القرآن الكريم بهذا اللفظ، كذلك لم يستعمله على المسائل الشرعية التي لم يجمع عليها، فالخلاف ضد الإجماع"().
ثانيا/ الأسرة لغة واصطلاحا:
الفقهاء في عباراتهم فيما نعلم. كذلك والمتعارف عليه الآن من أن إطلاق لفظ (الأسرة) على الرجل ومن يعولهم من زوجه وأصوله وفروعه، وهذا المعنى يعبر عنها الفقهاء منها: الأهل، العيل، الآل().

وتتمثل أهمية الأسرة في الإسلام في كونها النواة الأولى التي ينشأ فيها كل الأجيال المتعاقبة، وتربى إلى أن يصير الأفراد أصحاب أسر، وتسند إلى بعضهم مهام اجتماعية متفاوتة بحيث يتولون مسؤولياتهم، ويمكن تلخيص هذه الأهمية في تكوين مجموع الأسر للمجتمع، وتربيتها لأفراده، وتولي هؤلاء الأفراد المسؤوليات الاجتماعية، والتركيز على بيان تأثيرهم بما تلقوه من تربية في أسرهم، وهم يمارسون مسئولياتهم().
والتطرّف؛ مفردة وردة في التكيف مع اللغة قبل ان تصبح إلى مصطلح سياسي، فقد جاء لسان العرب: «وطرفت شيء وتطرّفه: اختاره، كما جاء أيضاً: «...وتطرّفت الشمسُ: دنت الى الغروب»، وجاء إلى العباب الزاخر: «تطرّف، وقيل: يمتلك ما لذلك الى نهاية نظرك، وهناك تعريفات أخرى للمفردة في هذه القواميس لسنا بوارد التخصيص فيها، فقط الاشارة الى أن المفردة تنصرف الى تفضيل اتجاه وطرف معين في النهاية()، ويهدف هذا الهدف إلى خطر نشأة التطرف في فكر الشباب الباحث في هذه المرحلة العمرية عن الجديد والمثير دائما، وما يشبع فضوله ويصنع شخصيتك، فعندما نلاحظ أهمية كبيرة مع عنوان كتاب، او مع موقع على الانترنت، او مع القنوات الفضائية، او حتى مع جماعة او مؤسسة او أي مصدر إلهام فكري وثقافي آخر، وهذا ربما يكون علامة إيجابية للطلّع إلى المعارف والعلوم والافكار، كما يمكن ان يستحيل بذرة تطرف نحو فكرة معينة تجره - من حيث لا يريد أكثر- الى ما يلحق الضرر بأبناء مجتمعه وأمته، ومجموعهم افراد الخير والمقربين منه، البداية من الأسرة إذ كانت سبباً في خلق ظاهرة التطرف، مثل المدرسة والجامعة والإعلام والتنظيمات والجماعات السياسية، حيث تستمر الاسرة صاحبة التأثير الأكبر والمباشر، فمنذ استقلالية الشباب تسارعت توجهاتهم الدينية إلى الأسرة، كما هو الحال في بعض المجتمعات الإسلامية التي أفرزت إلى التقاعد والتكفيريين ، كما يمكن ظهور شباب متطرفين بأفكارهم في غير صالح المجتمع والامة بشكل عام، عندما يكون التطرّف عنواناً للتمرد وللعلاقة المختلة بين أفراد الأسرة، ولاسيما مع رب الأسرة.
المعروف عن مألوفة الاستخدام وتميزها عن مختلف أنواع العلاقات بالحامية والعاطفية والحميمية النابعة من ينبوع الفطرة الإنسانية، فالأب وحتى الأخ الأكبر إنما يقسون، أو يقومون إجراءات صارمة ويتابعون الصغار، بدافع الحرص على ومستقبل الصغار في السن من البنين والبنات، وهو ما لا يسمى - على الأغلب- في مختلف أنواع العلاقات مثل علاقات الصداقة والزمالة وغيرها.
وقد أشّر والمتابعون بشكل جزئي في مجال التعليم على هذه النقطة مركز مؤكد أن تأثيرها على الإدارة السليمة في وجود طالب مجد وذكي وذي نفسية القائم، مشبع بالعواطف والحنان، وبالعكس، في حالة الطالب المشتت في فكره واذهنه وما ينعكس ذلك على مستواه الدراسي والسبب يعزوه فوراً الى الوصل العائلة والازمات البرازيلية والأزمات العاصفة في محيط الأسرة.
 
المبحث الثاني: الخلافات الأسرية المؤثرة على الفرد والمجتمع:
     إنّ الخلافات الأسرية تتمثل في تأثيرها تبعا لنوع الأثر فقد يكون نتيجة الخلاف الأسري نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي وهكذا... وعليه فإنّ النتائج المترتبة على الخلاف قد يكون مننها الطلاق: 
أثر الخلافات الأسرية على الفرد والمجتمعالطلاق أنموذجا:
          قد تترك الخلافات الأسرية أثارا سلبيا على الحياة الأسرية بشكل عام على الزوج والزوجة، وكذلك على الأولاد، والتي تؤثر بدورها السلبي على المجتمع من خلال أفراده، فالأسرة هي الخليةالأولى للمجتمع، فالناظر المتأمل في الجوانب الاجتماعية والتربوية في المجتمع يجد أن الضرر يقع على أربع فئات في المجتمع (الزوج(المطلق)، الزوجة (المطلقة)، الأبناء، المجتمع أجمع)().
      وكذلك تختلف وتتعدد الآثار الناتجة من قبل الطلاق على جميع أفراد المجتمع نظرا لاختلاف الأسباب التي أدت إلى وقوع الطلاق، ومن ثم تعددت الآثار الناتجة عن ظاهرة الطلاق في المجتمع نظرا أيضا لثقافة المجتمع ووعيه العلمي
والاجتماعي()، وثقافته الموروثة تجاه ظاهرة الطلاق.وقد بين مجال علم النفس من خلال الباحثين والمشتغلين في هذا المجال من أنّ الخلافات الزوجية المؤدية إلى انحلال الرابطة الزوجية والعلاقات الأسرية لها آثارا سلبية على الأفراد بشكل خاص، ومن ثم على المجتمع من جميع جوانبه بشكل عام، الأمر الذي يجعل الخلافات الزوجية وضعية ضاغطة على الزوج وعلى الزوجة من شأنه أن يؤثر سلبيا على التوازن النفسي().
المطلب الأول/ أثر الخلافات الأسرية المؤدية إلى الطلاق على الزوج (المطلق).

هناك من يرى أن الطلاق لا يؤثر فقط إلا على المطلقة، ومن ثم على الأولاد وذلك من خلال آثار الطلاق على الحياة الأسرية، ولكن المتأمل في هذه النقطة يرى أن أول من يتأثر بظاهرة الطلاق هو الزوج لكونه هو المسؤول الأول في بداية تكوين هذه العلاقة، وهو الجانب الكبير الذي سعى في استمرارها واستقرار حياته الأسرية بسبب ما واجه من صعوبات اجتماعية ومادية في تكوينها؛ لذلك يتأثر الزوج بتلك الخلافات تأثيرا كبيرا؛ الأمر الذي يجعله قد لا يفكر في حلّها أو في إيجاد من يخلصه من تلك الخلافات، إضافة إلى ما تسببه تلكالخلافات من أسباب نفسيه، تؤثر في حياته وطبعه ومزاجه الوجداني والعاطفي، إلى جانب عدم القدرة في اتخاذ القرار تجاه أموره في المجتمع وغيره، الأمر الذي يؤدي إلى تفكك وانحلال حياته، وشعوره بعدم الاهتمام أو ما يسمى باللامبالاة في حياته().
المطب الثاني: أثر الخلافات الأسرية المؤدية إلى الطلاق على الزوجة.
     كذلك تؤثر الخلافات الزوجية والأسرية على الزوجة من خلال وجود بعض الاضطرابات النفسية التي تلحق بها نتيجة عدم الوفاق والوئام بينها وبين زوجها، نتيجة ما حل بهما من نشوز وشقاق وإعراض، ومن بين أهم المشاكل النفسية التي
تُعاني بها الزوجة هي زعزعة استقرارها الأسري، وفقدان الشعور بالاستقرار والسكن
والمودة، ووجوب الرحمة من زوجها، الأمر الذي يجعل المرأة تتجه وتلجأ إلى العزلة
نتيجة عدم تحملها، وعدم تكيفها مع ظروفها داخل حياتها الأسرية.
 
المطلب الثالث: أثر الخلافات الأسرية المؤدية إلى الطلاق على الأولاد.
يمثل كل من الأم والأب ركيزتين رئيسيتين يعتمد عليها الأبناء من
ناحية الانتماء الأسري والتنشئة الاجتماعية، ومن ثم فإن أحد هذين الركيزتين أختل التوازن وفقدت وظيفتها اختل التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي للأبناء. حيث نرى أنه حين ما يغيب الأب تفقد الأسرة سلطة الضبط
الاجتماعي الذي ينتج عنه الكثير من المشكلات والانحراف من الأبناء وقد
يصل إلى حد التشرد والانحلال داخل مؤسسة الأسرة.
كذلك قد يتسبب غياب الأب في انحراف الأبناء، حيث نرى في التدليل
الزائد عن حده والتي ترى فيه الأم أنها تعوضهم عن أبيهم، أول من أجل
التعويض عن مسألة الخلاف والنزاع الأسري، فهذا التدليل الزائد والزائف يؤدي
إلى انحراف الأبناء بشكل غير محمود، ومن ثم فللخلافات الزوجية آثار سلبية على الفرد، حيث تصيب الفرد بالقلق الدائم، ومن ثم عدم الإحساس بالأمن والأمان، وإذا نظرنا إلى العيادات النفسية نجد أنها تشهد آلاف الحالات من الأبناء الذين نشأوا وسط ظروف عائلية مليئة بالخلافات بين الآباء، ومن ثم يشعر الفرد في الكبر بعد ذلك بأنه ليس كباقي البشر، مما يؤدي إلى انعدام وفقدان الثقة بالنفس والتي تؤثر فيما بعد على علاقاته الأسرة عند محاولته لتكوين أسرة كباقي أفراد المجتمع().
وباستقرار العديد من الدراسات التي اهتمت بجانب الخلافات الزوجية والأسرية وآثارها على الأبناء، حيث وجدت العديد من الدراسات في مجال علمالنفس وعلم الاجتماع، ومن بينها دراسة ولفولك" woolfoik"، في عام
۱۹۸۷م، وكذلك جينكيز "JENkiNs"، وذلك في عام 1995م، إلى دور
الأسرة وأهميتها متمثلة في الزوج والزوجة في تكوين الشخصية لدي الأبناء،
وتشكيلها، الأمر الذي يكون بصورة واضحة في مراحل الطفولة المبكرة لدى
الأبناء، إلى جانب ما أكدته تلك الدراسات إلى وجود الارتباط القوي والوثيق
بين الأبناء وبين آبائهم في تلك الفترة من خلال رؤيتهم للشيء من خلال دور
آبائهم في الحياة وفي المجتمع().
انعكاس ثقافة الوالدين على شخصية الفرد داخل الأسرة، واكتساب الفرد لهذه الخلافات منذ طفولتهتضطرب الثقافة الأسرية لدى أفراد الأسرة من ناحية انعكاس ثقافة الوالدين السلبية على عقول أفراد الأسرة، وتشبعهم بتلك الثقافة المشبعة بالاضطراب السلوكي والثقافي داخل محيط الأسرة فالوالدان هما من يقومون بنقل الثقافة إلى أفراد الأسرة، كما لهما الدور الأول والأساسي في تشكيل ومن ثم تكوين ثقافة وشخصية الأبناء من حيث انعكاس تلكالثقافة على شخصية الأبناء داخل الأسرة، وفي كنف الآباء، ومن ذلك تؤثر الخلافات الزوجية والأسرية على ثقافة الأبناء، الأمر الذي يولد لدى الأبناء القلق والخوف وعدم القدرة على الشجاعة، وعدم اللامبالاة، التي تنعكس على سلوك الأبناء نظرا للمشكلات بين الوالدين التي تناقش ويظهرها الآباء على مرأى من الأبناء والتي تؤثر سلبيا على الأبناء من خلال تلك الظاهرة(). والنظرة السلبية لدى أفراد الأسرة تجاه الحياة الأسرية بعد ذلك، تؤثر الخلافات الأسرية على الأفراد داخل محيط الأسرة من الناحية السلبية التي تُشكل صورة مشوهه لدى الأفراد من ناحية الزواج وتكوين حياة أسرية فيما بعد، وإذانظرنا إلى هذه الصورة نجد أنّ أكثر أفراد الأسرة من الأبناء يتأثرون بمظاهر الخلافات والصراعات بين آبائهم...
 
 
المطلب الرابع: أثر الخلافات الأسرية على أهل الزوجين:

ومن بين الآثار الناتجة عن الخلافات الزوجية أو الأسرية إشاعة روح العداوة والبغضاء بين أهل الزوجين نتيجة الخلافات والصراعات بين أطرافهماالمتمثلة في الزوج والزوجة، حيث يعد ذلك أحد ردود الأفعال نتيجة الخلافات الأسرية والنزاع الأسري بين الزوجين، وعدم توصل أهل الزوجين أو أحدهما إلى سبيل لعلاج ما طرأ من مشكلات قد تُهدد البنيان الأسري، وإلى زعزعة استقرا وسعادة الأسرة().
المطلب الخامس: أثر الخلافات الزوجية على المجتمع: 
      لا خلاف في أن الأسرة هي اللبنة الأساسية الأولى في بناء المجتمعات
جميعا، كذلك لا خلاف في أنّ الأسرة هي المنظومة التربوية والاجتماعية المتعارف
عليها شرعا وعرفا في تربية وتنشئة الأبناء، وإعدادهم دينيا وثقافيا واجتماعيا للتعامل
والتفاعل في المجتمع، ومن ثم يتأثر المجتمع بتأثر أفراده داخل الأسر إيجابا وسلبا
من خلال أفراده ومن ثم فإن أي تهديد أو اضطرابات تواجه الأسرة، وتؤثر على العلاقات الأسرية بين الزوجين بالطبع تواجه المجتمع، وتؤثر على استقراره، وكذلك على أمنه. فمن آثار الخلافات الزوجية على المجتمع انتشار الانحرافات السلوكية بين أفرادالمجتمع في جميع الجوانب، والذي يعمل علي زيادة معدل نمو الجريمة، والانحلال في جميع جوانب المجتمع وأطيافه، من جانب حرص الزوج على التخلص من حياته التي لا يسودها الاستقرار الذي كان يأمل به من قبل، وفي يوم ما، نتيجة ما طرأ على حياته من خلل ونزاعات قد يكون له دخل فيها، أو ليس له بها شأن.
أما الآثار الناتجة من قبل الخلافات الزوجية والأسرية على المجتمع نجدها تتمثل في انحلال الزواج، وكراهيته بين الشاب وخاصة المقبل على الزواج، الأمر الذي لا ينتج عنه إلّا كراهية الزواج كله، كما أنّ من آثار تلك الخلافات أنّه يعد وسيلة لزرع الكراهية والنزاع الدائم بين أفراد المجتمع، وقطع الصلة بين أسرتي الزوجين، وذلك إذا كانا الزوجين على صلة وقرابة قوية، أو بينهما نسب ومصاهرة من قبل، حيث من آثار الطلاق على المجتمع من هذا الجانب هو قطع الصلة والقرابة، وخاصة إذا خرجت الخلافات الزوجية عن حدود الضوابط القرآنية المشروعة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة().
كذلك وإنّ من الآثار الناتجة عن الخلافات الأسرية والشقاق بين الزوجين
انحلال المجتمع، وذلك من ناحية أنّ صلاح الفرد، وصلاح الأسرة صلاح واستقرار
المجتمع، كما أنّ من آثار انحلال المجتمع وانحلال جوانب استقرار وجود ظواهر
اجتماعية كثيرة، لعلًا من أهمها وأكثرها وجودا ورواجا في انحاء المجتمع هو تأخر
سن الزواج نتيجة لكراهية بعض الشباب في الزواج نتيجة لما يرونه من خلافات
سواء على الجانب الشخصي من قبل الآباء، أو على الجانب الاجتماعي العام
نتيجة لما يرونه ويشاهدونه حولهم من خلافات وصراعات وعدم استقرار أسرى
يناسب كل من الطرفين().
ومن ثم فإن اضطراب الحياة الأسرية والزوجية، وتشعباتها وتوترها وقلقها
أديـا إلـى كـوارث مجتمعية ذات أثار سلبية، منهـا هـدم البيـوت الأسرية، وتشريد
الأطفال وتكوين أجيال من الشباب والفتيات الذين لم يعيشوا حياة أسرية مستقرة؛
فتوجه منهم من توجه إلى الجريمة بأنواعها والمخدرات وضياع الوقت. كما أن من
آثار الخلافات الزوجية التأخر في الزواج لدي كثير من بناء المجتمع لما يشاهدونه من عدم استقرار أسري عند كثير من الزيجات، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد
الفتيات فـي بيـوت الآباء حتى سن متأخرة مما سبب مشكلات كثيرة من بينها
مشكلات اقتصادية، كالبحث عن فرصة عمل للفتاة كما نبحث عن فرصة عمل
للشباب، الأمر الذي أدى إلى زعزعة جوانب المجتمع من خلال الصراع بين الأدوار
وبين الأنساق الاجتماعية في المجتمع().
لذلك لن تنحصر آثار الخلافات الزوجية أو الأسرية على الأسرة فقط، متمثلة في طرفيها الزوج والزوجة، أو الأبناء في حالة وجودهما في الأسرة فقط، ولكن الحقيقة أن الخلافات الأسرية تتسع لتشمل آثارها المجتمع كله، فالأسرة هي أساس المجتمع، وأن كـل مـا يـحـدث بـداخلها يؤثر سلبا أو إيجابا على جوانبالمجتمع.
الخاتمة:
1.الخلاف يحصل بوجود طرفيين غير متفقين على مسألة أو قضية.
2. شابه المعنى القرآني المعنى اللغوي للأسرة الدالة على الانسجام.
3. بينت دراسات كثيرة عن الأسرة بتشيع بحسن القيادة بين الأب أو الأم.
4. أشارت نسب الدراسات العملية في باب تطرف الأبناء مما ينعكس سلبا على تصرفات البالغين.
5. تبين من خلال البحث أن المسائل المؤدية إلى التطرف في المجتمع إنّما بدأت جذورها على الأفراد، ثم انتقلت بالعقل الجمعي للأسر المتأثرة ببعضها وصولا للنظام الاجتماعي في كل منطقة ومدينة تحكمها عادات متشابهة.
6. لا يمكن التأثير في الفكر السليم مهما كان تطرف المجتمع المقابل لهؤلاء الفئة وعليه فإن تلوث الفكر يبدأ عند وجود ثغور وفجوات كان بعضها متعلقا بالجوّ الأسري وما يحيطه ويؤثر عليه.


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/08/27  | |  القرّاء : 150




عين شاهد
15 قسم
11437 موضوع
3614344 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net