شنت وسائل إعلام إسرائيلية، أبرزها صحيفة معاريف وموقع كيكار، هجومًا حادًا على المشروع التنموي المصري لتطوير منطقة جبل سيناء، معتبرةً أنه يمثل "تدخلاً غير مقبول في موقع مقدس" ذي أهمية دينية كبرى في الديانات الإبراهيمية الثلاث.

وتحت عناوين مثيرة مثل "مصر تدمر المكان الذي كلم الله فيه موسى"، وصفت معاريف المشروع بأنه "عملية تهويد معكوسة" تهدف إلى تحويل جبل موسى إلى منتجع سياحي فاخر، على حساب رمزيته الدينية والمجتمعات المحلية، مشيرة إلى مخاوف من طمس الهوية الروحية للمكان.

مشروع "التحول الكبير": أهداف سياحية وتنموية

المشروع، الذي أُطلق عام 2021 والمقرر اكتماله في أكتوبر 2026، يتضمن:

• بناء فنادق فاخرة وفيلات سكنية

• تطوير مطار سانت كاترين

• إنشاء مركز زوار وتلفريك (لا يصل إلى القمة)

• تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية

وتؤكد الحكومة المصرية، على لسان وزير الإسكان شريف الشربيني، أن الهدف من المشروع هو دعم التنمية المستدامة في سيناء، وخلق فرص عمل، مع الحفاظ على الطابع البيئي والديني للمنطقة، وخاصة حول دير سانت كاترين، المصنف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو منذ عام 2002.

اتهامات إسرائيلية بـ"تدنيس الموقع المقدس"

وسائل الإعلام العبرية زعمت أن المشروع "يمس قدسية" جبل سيناء، الذي تعتبره اليهودية المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر. كما انتقدت ما وصفته بـ"تهميش" قبيلة الجبالية، السكان الأصليين للمنطقة، مدعية أن آلافًا من الأهالي تم إخلاؤهم دون تعويض.

كما حذر موقع كيكار من أن بناء الفنادق والتلفريك "يحول المكان من مزار روحي إلى منتجع سياحي"، ويهدد النسيج الثقافي للمنطقة.

ردود مصرية وتطمينات بيئية ودينية

رغم عدم صدور رد رسمي موسّع من الحكومة المصرية، أكدت مصادر مطلعة أن المشروع يلتزم بالمحافظة على الطابع الروحي للمنطقة، وأن التلفريك لا يصل إلى قمة الجبل احترامًا للخصوصية الدينية. كما نفت تقارير الإخلاء القسري، مشيرة إلى إشراك المجتمعات المحلية في خطط التنمية.

وأضافت المصادر أن اليونسكو تتابع تنفيذ المشروع لضمان عدم المساس بقيمة دير سانت كاترين كموقع تراثي وروحي.

جدل دولي وتحذيرات من "التجاريّة"

المشروع أثار جدلاً في الأوساط الدولية، حيث أبدت بعض المنظمات المعنية بالتراث وشخصيات دينية من مختلف الديانات تحفظها على تحويل المواقع المقدسة إلى وجهات تجارية وترفيهية، خشية فقدانها لطابعها الروحي.

مصر: التنمية لا تتعارض مع القداسة

في المقابل، ترى الحكومة المصرية أن المشروع يمثل استثمارًا استراتيجيًا في السياحة الدينية والتنمية المستدامة، ويهدف إلى:

• خلق فرص عمل لأبناء سيناء

• جذب 30 مليون سائح بحلول 2028

• إنعاش الاقتصاد الوطني

• تعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات