
هادي بدر الكعبي
* التمهيد :-
لم يكن استهداف قيادة حركة حماس في الدوحة عملا عابرا ، بل انه يشكل نقطة تحول في منهجية الكيان الصهيوني. فهو يمثل انتقالا للمواجهة الى مرحلة جديدة ، تتجاوز الحدود الجغرافية والاعراف السياسية. الكيان الصهيوني لم يستهدف افرادا فحسب ، بل انه اراد ارسال رسائل واضحة لعدة أطراف، نحاول التعرف عليها ، مع بيان ابعاد هذه العملية وانعكاساتها الإقليمية والدولية.
* رسائل العملية وابعادها :
١- تفعيل استراتيجية الملاذ غير الآمن من أجل ارباك البنية التنظيمية لحركة حماس واضعاف قدرتها على اتخاذ القرار .
٢- الضغط النفسي على قيادات حركة حماس لأجل دفعهم صوب تقديم تنازلات في ملف المفاوضات.
٣- كسر سيادة الدول والحصانات الدبلوماسية، من خلال اختبار حدود القبول الإقليمي والدولي للعملية.
٤- محاولة الكيان الصهيوني تفكيك مراكز القيادة البديلة لحركة حماس وتجريدها من ادواتها السياسية والاعلامية وغيرها من الآليات الفاعلة .
٥- إرسال رسالة لكافة الاطراف الفاعلة في المنطقة من أجل ترهيبها وارباك خياراتها من مغبة استضافة او دعم فصائل المقاومة.
٦- تمرير رسالة مؤداها ان الاولوية القصوى لامن الكيان الصهيوني فهي تعلو على كل الاعتبارات القانونية والدبلوماسية.
٧- العملية محاولة للهروب إلى الأمام كاستراتيجية يتبناها نتنياهو ضمن سياق تراكمي من الاخفاقات الصهيونية .
٨- اراد الكيان الصهيوني عبر استهداف الدوحة بعد ضرباته المتزامنة في سوريا ولبنان واليمن ، أن يبعث برسالة إلى المنطقة بأنه صاحب اليد الطولى فيها ، وان لا خطوط حمراء أمامه.
٩- وضعت العملية الدول العربية أمام اختبار وجودي غير مسبوق، فبعد ان كبلت معظمها باتفاقات التطبيع، يحاول الكيان الصهيوني تحييد اي قدرة على الردع، من أجل أن تبقى المنطقة رهينة لقوة عسكرية منفردة .
١٠- تفعيل تآكل مبدأ سيادة الدول كأحد الركائز الهامة في النظام العالمي .
١١- بلورة مرحلة جديدة قد تُعيد رسم تحالفات المنطقة، من حيث انتقال المواجهة من قطاع غزة إلى فضاءات إقليمية مفتوحة، في حرب لا تعترف بالحدود ولا بالسيادة.
١٢- سيُكرر الكيان الصهيوني مثل هذه العملية في أماكن أخرى من دول المنطقة دون أي رادع ، ولذا نحن أمام مواجهة تتطور جغرافيا وسياسيا .