مقدمة:

تُعد فترة الامتحانات من أكثر المراحل ضغطاً نفسياً في حياة الطالب، لكنها لا تؤثر عليه وحده؛ بل تمتد ارتداداتها إلى الأسرة بأكملها، فتصبح البيوت ساحات توتر، والهدوء مطلباً مفقوداً. هذه الدراسة تسلط الضوء على البُعد النفسي للامتحانات، ليس من منظور الأداء الأكاديمي فقط، بل كظاهرة اجتماعية ونفسية تُعيد تشكيل علاقات الطالب بأسرته ونفسه.

⸻

أولاً: المعوّقات التي تزيد الضغط النفسي:
    1.    ضعف الاستعداد النفسي المسبق للامتحانات.
    2.    الضغط الاجتماعي والمقارنة بالآخرين.
    3.    التوقعات العالية من الأسرة أو المعلمين.
    4.    سوء تنظيم الوقت وقلة مهارات المذاكرة.
    5.    استخدام الأسرة لأساليب التهديد والترهيب.

⸻

ثانياً: الأسباب النفسية والاجتماعية للضغط:
    1.    الخوف من الفشل ووصمة “الرسوب”.
    2.    نقص الثقة بالنفس بسبب تراكم الإخفاقات السابقة.
    3.    غياب الحوافز الإيجابية من الأسرة.
    4.    وجود مشكلات أسرية تزامنت مع فترة الامتحانات.
    5.    الثقافة المجتمعية التي تساوي بين التفوق والجدارة الشخصية.

⸻

ثالثاً: الآثار النفسية والسلوكية:

على الطالب:
    •    القلق الزائد واضطرابات النوم.
    •    الانسحاب الاجتماعي أو نوبات غضب.
    •    فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
    •    ضعف التركيز وكثرة النسيان.

على الأسرة:
    •    توتر العلاقات بين أفراد الأسرة.
    •    ظهور أنماط من الصمت أو الانفجارات الكلامية.
    •    شعور بالذنب أو التقصير من قبل الوالدين.
    •    إرهاق نفسي نتيجة السهر والمرافقة المستمرة للطالب.

⸻

رابعاً: الحلول والمعالجات المقترحة:
    1.    تهيئة نفسية للطالب قبل فترة الامتحانات بمدة كافية.
    2.    نشر ثقافة التوازن والهدوء داخل المنزل.
    3.    الابتعاد عن المقارنات وتخفيف الضغط اللفظي.
    4.    تقنيات إدارة الوقت وتنظيم المذاكرة.
    5.    التحفيز الإيجابي وتشجيع الطالب على التعبير عن مشاعره.
    6.    إشراك المرشد التربوي في تقديم دعم نفسي للطالب والأسرة.
    7.    ورش عمل تدريبية للأهالي عن “التعامل النفسي مع الأبناء في فترة الامتحانات”.

⸻

خاتمة:

الامتحانات لا تُقاس فقط بعدد الدرجات، بل بمدى قدرة الأسرة والمجتمع على حماية توازن الطالب النفسي. إنّ بناء بيئة صحية خلال هذه الفترة هو استثمار في شخصية متزنة ومتفوقة على المدى الطويل. فالنجاح الحقيقي ليس في عبور الامتحان، بل في عبوره دون جراح نفسية.

⸻

✅ المصادر والمراجع:
    1.    عبد الرحمن، محمد. (2018). القلق الامتحاني وعلاقته بالتحصيل الدراسي لدى طلبة المرحلة الثانوية. مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة الأزهر، غزة.
    2.    العساف، صالح بن حمد. (2006). مدخل إلى البحث في العلوم السلوكية. الرياض: مكتبة العبيكان.
    3.    الهيئة العامة للبحوث والدراسات التربوية – العراق (2021). التحديات النفسية للطالب العراقي في فترات الامتحانات: تحليل تربوي اجتماعي. بغداد.
    4.    د. عبد الستار إبراهيم. (2007). العلاج النفسي الحديث: أساليبه وفنياته. القاهرة: عالم المعرفة.
    5.    Hembree, R. (1988). Correlates, Causes, Effects, and Treatment of Test Anxiety. Review of Educational Research, 58(1), 47–77. https://doi.org/10.3102/00346543058001047
    6.    Putwain, D. W., & Daly, A. L. (2014). Test Anxiety Interventions for Children and Adolescents: A Systematic Review. Child and Adolescent Mental Health, 19(4), 227–234.
    7.    Spielberger, C. D. (1980). Test Anxiety Inventory. Palo Alto, CA: Consulting Psychologists Press.
    8.    Ministry of Education – Jordan. (2020). Student Mental Health and Examination Preparedness: A National Perspective. Amman.

اعداد الدراسة:
الدكتورة ابتهال القيسي 
مسؤول ملف المرأة والطفل/ المديرية العامة لمكافحة الارهاب الفكري.