حذر مستشار لجنة التصحر والجفاف في محافظة ذي قار، حيدر السعدي، اليوم الأربعاء، من تفاقم الكارثة البيئية التي تشهدها المحافظة، كاشفاً عن أرقام "مخيفة للغاية" تعكس حجم الأزمة، ومؤكداً أن تداعيات الجفاف لم تعد تقتصر على البيئة فحسب، بل باتت تهدد الأمن الغذائي والاجتماعي لسكان المنطقة.

وقال السعدي في تصريح صحفي، إن الجفاف الشديد أدى إلى نفوق أكثر من 14 ألف رأس جاموس، إضافة إلى خسارة نحو 85% من الثروة السمكية في الأنهار والأهوار، مشيراً إلى أن 88% من الأراضي الرطبة تحولت إلى صحراء قاحلة، بعدما كانت موطناً لمئات العائلات ومصدر رزق لآلاف الصيادين والمزارعين.

وأضاف أن الأزمة البيئية تسببت أيضاً في حركة نزوح داخلية، إذ تم تسجيل 1400 نازح وفق بيانات وزارة الهجرة والمهجرين والمعايير الدولية، مما زاد من الضغوط على الخدمات الأساسية التي تعاني أصلاً من التلكؤ والضعف في الأداء.

وأكد السعدي على أهمية تقاسم الضرر المائي مع مناطق الشمال والفرات الأوسط، معتبراً أن هذه الخطوة أصبحت "ضرورية جداً" لتخفيف حجم الكارثة وتوزيع الأعباء بشكل أكثر إنصافاً.

وتواجه محافظة ذي قار، إلى جانب بقية المحافظات الجنوبية، أزمة مائية غير مسبوقة، وسط تحذيرات من أن استمرار الجفاف وتراجع الإيرادات المائية قد يؤديان إلى تفاقم النزوح الداخلي وتهديد الأمن الغذائي للعراق خلال السنوات المقبلة.