
كتب / يوسف الراشد
حكمة وقول وارشاد وموعضة عظيمة من سيد الفصاحة وامام البلاغة ( علي بن ابي طالب ) في وصفه الفقر والعوز والحاجة والجهاد في سبيل تامين وسد افة الفقر وتوفير ما يسد رمق الجوع فدرجة السعي والمثابرة لتوفير الطعام للعائلة يوازي الذهاب للدفاع عن الأرض والعرض والوطن وسد ثغور المسلمين فالكاد على عياله لتوفير احتياجاتهم هو كمن شاهر سيفه للدفاع عن دينه والدفاع عن عرضه او كالحاج بيت الله الحرام او كمن تصدق في سبيل الله .
من هنا شبه الامام علي (عليه السلام) الفقر وجسده بالحس الملموس وبالشخصية المادية المعنوية لقتله وتخليص الناس منه حتى لا يكون هناك فقر وحاجة وعوز واذا حل الفقر في بلد ما تحل معه الكوارث والامراض والجهل والامية والشعوذة والظلام والفساد والاحتيال والنصب والتسليب والقتل والاعتداء على الاعراض وقتل النفس المحترمة والتاخر في كافة مستويات الحياة الأخرى من العلوم والعرفة والتكنلوجيا والصناعة والتجارة والزراعة والصحة والثقافة والاعلام وعلوم الفضاء .
واليوم وعند النظر الى خارطة الكرة الأرضية والعالم تجد الكلام ينطبق على العديد من الدول الفقيرة في قارة افريقيا وجزء من قارة اسيا وامريكا اللاتينية التي تعاني شعوبها من الفقر والحرمان والعوز والتي يرافقها بعض المظاهر والعادات السيئة من النصب والاحتيال والغش والسرقة والقتل والاعتداء على الانفس وزهق الأرواح والتي حاربها الإسلام واوجد لها الحلول والتكافل الاجتماعي واخذ الأموال من الأغنياء واعطاؤها الفقراء عن طريق الخمس والحقوق الشرعية الأخرى .
والديمقراطية اليوم في عالمنا الحاضر تمثل احدى اوجهه المساواة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر وتوزيع الثروات بين المجتمع ،،،،، ان ممارسة الانتخابات كل أربعة سنوات هي من اجل ترسيخ مبدءا العدالة وتحقيق المساواة لكن الحاجة والعوز وقله الوعي يجبر بعض الناس للرضوخ الى سماسرة شراء الأصوات واستغلال البسطاء من المحتاجين وعامة الناس للتحايل عليهم وشراء أصواتهم بابخس الأسعار بتوزيع الصوبات والبطانيات والمبالغ النقدية والمبردات والمراوح والهدايا العينية ووعودهم بالتعينات وتوفير العمل لهم ولعوائلهم مما يضطرهم على القبول بالقليل والرضوخ لهؤلاء المتاجرين بصوات الناس فبيع وشراء الأصوات أصبحت ترافق كل عملية انتخابية فلابد من الوعي وحث الناس على المشاركة وتغيير الواقع الحالي الى واقع افضل وابعاد المندسين والمتاجرين باصوات الناس لبناء عراق جديد مزدهر .